|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
ليبيا في صراع مع البطالة
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن موقع اذاعة بي بي سي العربية
تواجه ليبيا أزمة بطالة متعاظمة بعد سنوات مديدة كان خلالها الشعب الليبي بأكمله يعتبر رسميا موظفا في عمل ما.
وفي حين تحاول البلاد التحرك تدريجيا باتجاه اقتصاد أكثر ليبيرالية، تبقى العقيدة الاشتراكية مترسخة في عقلية عديد من الليبيين.
فقد وصف الإعلام الرسمي عطلة عيد العمال الأخيرة بتمثيلية "قدمت إلى عمال الإجرة المستغلين والمستعبدين في العالم."
ويحاول المسئولون تحديد مشكلة البطالة وإيجاد الحلول للمواطنين العاطلين عن العمل.
ويعرف شارع الرشيد في العاصمة الليبية طرابلس بالمكان الذي يجتمع فيه هؤلاء، ومنهم من يحاول بيع أي شيء للحصول على بعض الأموال.
وتتحول المنطقة التي تشهد انتشارا أمنيا كثيفا خلال النهار إلى سوق متحرك في ساعات المساء.
روايات العاطلين عن العمل
وفي حين تكثر روايات العاطلين عن العمل، قلائل هم المستعدون للتحدث عنها.
ويقول تاجر سابق إنه لديه شهادة تقنية في مجال الكومبيوتر وتقدم بطلبين للحصول على عمل في الوزارة المختصة، غير أنه لم يحصل على أية نتيجة.
ويضيف: "لقد خسرت ثلاثة أعوام منتظرا فرصة عمل. سبق وعملت في سوق السمك لتحصيل لقمة العيش لكن حراس البلدية أجبرونا على الرحيل بحجة أننا بحاجة إلى رخصة، مع أن ذلك لا ينطبق على هذا النوع من العمل. في حين يتقدم العالم، يبدو أننا نسير وراء."
وتكثر الروايات المشابهة في حين تفيد التقديرات الرسمية بأن 13% من الليبيين عاطلون عن العمل. ويعتبر ذلك رقما مقلقا نظرا لأن تعداد السكان يبلغ 5.5 مليون ومعظمهم تحت سن ال20.
الموقف الرسمي
وتعترف الحكومة بوجود مشكلة.
فقد أكد رئيس الوزراء الليبي شكري غانم للبي بي سي أن البطالة هي بين الأوليات القصوى لدى الحكومة.
غانم أكد أن معالجة البطالة تشكل أولية بالنسبة للحكومة
كما أكد أن هناك عددا من الأسباب وراء الأزمة، بينها عدول المدارس والجامعات الليبية عن تعليم اللغة الإنكليزية لمدة طويلة ما أثر سلبا على قدرة الليبيين على العمل لصالح شركات أجنبية، وأيضا على قدرتهم على فهم ما يدور حولهم في هذا العالم.
وأضاف أن عددا من الشركات الأجنبية خالفت حصص الليبيين الإلزامية في التوظيف لديها، وأن الحكومة تساهلت في تطبيق القانون من هذه الناحية.
وحدد ثلاثة علاجات تقوم بها الحكومة في هذا المجال:
أولا، برنامج تدريب في اللغة الانكليزية محليا وخارج البلاد أيضا.
ثانيا، تطبيق القوانين الموجودة.
ثالثا: تشجيع ما أسماه "لبينة" الشركات الأجنبية.
الامتياز الليبي
غير أن البطالة في ليبيا مختلفة عنها في سائر دول العالم.
ففي السابق، كان الجميع يتوقع أن يحصل بشكل تلقائي على عمل في القطاع العام، حسبما قال مصطفى الزايدي منسق الشؤون الخارجية في اللجنة الثورية (وهي لجنة تعنى بالتسويق لعقيدة الزعيم الليبي معمر القذافي).
وقال الزايدي: "في السابق كان جميع الذين يتخرجون من المدرسة الثانوية أو الجامعات يحصلون على عمل في الدولة. لكن بالطبع الدولة الآن تعج بفائض من الموظفين."
غير أنه لا يشعر بأن البطالة تشكل أزمة كبيرة لأن "معظم الليبيين يعملون" على حد تعبيره.
الزايدي أكد على أن لا أحد يجبر على تطبيق مبادئ الكتاب الأخضر
ويضيف أن بعض الليبيين لا يرضون بالعمل في غير الوظائف الإدارية، ما تسبب بتدفق ما يقارب 3 ملايين من العمال الأجانب لاستلام الوظائف التي يرفض الليبيون القيام بها.
يذكر أن الكتاب الأخضر الذي أصدره القذافي دليلا للسياسات الوطنية يشدد على الحاجة إلى "الشركاء وليس عاملي الأجر"، ويصف الكتاب عامل الأجر ب"نوع من العبد".
وفي حين يعتبر البعض أن هذه العقيدة تتناقض مع أسس اقتصاد السوق الحر، يعتقد الزايدي أن هدا هو السبيل قدما بالنسبة للمجتمع الليبي.
ويضيف: نحن نؤمن بمبدأ "الشركاء وليس عمال الأجر" ونحن ندعو (أيضا) إلى مجتمع حر."
"لذلك نرى في ليبيا من لا يطبق مبادئ الكتاب الأخضر...ربما لا يوافقون عليه ويشعرون أنه مخطئ. لا نجبرهم على أن يكونوا شركاء بالعصي."
ومع أن مبادئ الكتاب الأخضر منصوص عليها قانونا، ألمح الزايدي إلى أن ذلك قد يتغير.
وقال إن الشعب هو صاحب الخيار في رفض السياسات أو تأييدها، وهذا ما يجعلها قانونا في حال قبولها من الشعب.
سياسة القروض
وشدد الزايدي على أن حركة اللجنة الثورية تؤيد الخصخصة، ولكن ليس على الطريقة الرأسمالية.
وقد خصصت الحكومة مؤخرا مبلغ 2.3 مليار دولار قروضا مصرفية لتحفيز مبادرات العمل المحلية.
ويعتبر محمد المزوغي الذي يعمل في مطعم أن القروض تشكل حلا جيدا للعاطلين عن العمل في البلاد.
9
وقال: "أعتقد أن منح الليبيين القروض فكرة جيدة جدا. فهناك عدد كبير من الليبيين يتمتعون بالجرأة للاستثمار في خطط عملهم وقد نجح العديد منهم."
ويتفاءل كثير من الليبيين بالمستقبل فيما تحاول الحكومة تحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي في البلاد.
غير أن كثيرا من العاطلين عن العمل يعربون سرا عن إحباط شديد حين يتساءلون كيف يمكن لبلد ينتج النفط وعدد سكانه منخفض للغاية أن تكون نسبة البطالة فيه مرتفعة لهذه الدرجة.
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
08.06.2005 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|