المهاجرون السريون المغاربة يباعون في إسبانيا كالعبيد !

عن جريدة الأحداث المغربية

متورطون مغاربة ضمن شبكات التهجير والاستعباد يحتجزون المهاجرين ويستغلونهم في الفلاحة والبناء قامت الشرطة الاسبانية بتفكيك شبكة مغربية للهجرة السرية تحول المهاجرين السريين المغاربة إلى »عبيد« لاستغلالهم في الضيعات الفلاحية بجنوب اسبانيا، حسب تصريحات وزير الداخلية الاسباني التي نقلتها وكالة فرانس بريس. وعقب هذه العملية الأمنية اعتقلت الشرطة الاسبانية ٤٥ مغربيا منهم ثمانية مغاربة ينتمون إلى منظمة إجرامية مسؤولة عن الاتجار في المهاجرين السريين بكل من مالقة وألميرية. وينحدر أغلب المهاجرين السريين الذين تم إيقافهم من مدينة سيدي قاسم . وحسب تصريحاتهم للشرطة الاسبانية، فقد كان الوسطاء وأفراد الشبكة يعدونهم بحياة باذخة في اسبانيا خاصة بمنطقة كابيتا وهي منطقة توجد نواحي مالقة مشهورة بإنتاجها للنبيذ، وهو ما يغري المهاجرين السريين بالاشتغال في حقولها. وحسب المصادر ذاتها تعمل مافيات الهجرة السرية على تقديم وعود عمل للمرشحين للهجرة قبل وصولهم إلى الضفة الجنوبية لاسبانيا، مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى عشرة آلاف درهم نظير تسوية وضعيتهم القانونية وتزويدهم بالوثائق اللازمة وعقود عمل والتسجيل في الضمان الاجتماعي الاسباني. ومباشرة بعد وصولهم إلى اسبانيا يجد المهاجرون السريون المغاربة أنفسهم محتجزين ومقيدي الحرية من طرف عناصر الشبكة التي تطالب بالمزيد من الأموال منهم أو من عائلاتهم عبر ربط الاتصال ببعض أفرادها بالمغرب. وتقوم عناصر الشبكة المتخصصة في التهجير ومنهم مغاربة بعد ذلك ببيع المهاجرين السريين إلى شبكة أخرى تمارس نفس النشاط الاجرامي وتعمل على استغلالهم في القطاع الفلاحي أو في البناء مقابل أجور هزيلة في الوقت الذي تجني فيه هذه المافيات أموالا طائلة من وراء عرق جبين هؤلاء المهاجرين السريين الذين عوض أن يحققوا أحلامهم التي رمت بهم بين أمواج المتوسطي صاروا رهائن بين أيدي هاته المافيات التي يعملون لحسابها وينمون ثرواتها. وكشفت تحقيقات الشرطة الاسبانية أن ضحايا هاته الشبكات الاجرامية يعيشون بالرغم منهم في ظل شروط لاإنسانية، لكنهم يضطرون للتعايش معها وتصبح حياة العبودية أسلوبا للحياة، نظرا لأنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة، ويقضون أيامهم رهينة لهذا النوع من المافيات التي تهددهم كل مرة بتسليمهم للشرطة الاسبانية، نظرا لوضعيتهم غير القانونية. التحقيق حول شبكات التهجير والاستعباد بدأت نهاية غشت الماضي عندما تقدم أربعة مغاربة من المهاجرين السريين الذين وقعوا في فخ هذه الشبكات إلى الشرطة الاسبانية مطالبين بترحيلهم إلى المغرب، بعد أن حكوا لعناصر الأمن قصتهم منذ أن تركوا المغرب إلى غاية استعبادهم باسبانيا. وكان المهاجرون الأربعة في حالة صحية ونفسية جد متدهورة نتيجة الاحتجاز والعمل الشاق الذي يرغمون على القيام به مقابل أجر لا يضمن لهم حتى قوتهم اليومي. وانتهت التحريات التي قامت بها الشرطة الاسبانية إلى توقيف العديد من المهاجرين السريين المغاربة واعتقال مغاربة آخرين متورطين في استعبادهم. ولم تذكر مصالح الأمن الاسبانية، ما إذا كان للمغاربة المتورطين في شبكة التهجير شركاء اسبانيون من بين المقاولين الذين يشغلون المهاجرين السريين المغاربة ويستغلونهم نظرا لعلمهم المسبق بأنهم لا يتوفرون على أوراق الاقامة أو أية وثائق تضمن لهم حقوقهم المادية والمعنوية بسبب وضعيتهم غير القانونية على الأراضي الاسبانية. يذكر أن الأقاليم الاسبانية الجنوبية المشهورة بنشاطها الفلاحي تستقطب آلاف المهاجرين السريين المغاربة والأفارقة الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط بحثا عن »الجنة الأوربية« التي توفر لهم العمل. ويضطر هؤلاء المهاجرون السريون للعمل بالحقول والضيعات الفلاحية إلى حين تسوية وضعيتهم القانونية، وقد يقضون شهورا طويلة بل سنوات في انتظار الحصول على وثائقهم كمهاجرين قانونيين، تحت رحمة مافيات تهريب البشر وفي شروط قاسية، إذ يقطنون في أكواخ مصنوعة من الكارتون والبلاستيك والخشب، ويضم الكوخ الواحد أزيد من أربعة مهاجرين سريين يقتسمون مساحته الضيقة، كما يقتسمون المأكل وبقية ظروف العيش اللاإنسانية.

نُشر هذا الخبر بتاريخ:

27.10.2004

:Notizia pubblicata in data

Invia quest'articolo		ارسل هذا الخبر
Il tuo indirizzo e-mail:		:عنوانك الالكتروني
Indirizzo e-mail del tuo amico:		:عنوان صديقك الالكتروني
(العناوين الالكترونية لا يتم تسجيلها من طرف عرب.إت) (Gli indirizzi non verranno memorizzati da arab.it)