عن موقع دار الحياة
أكدت وكالة الطاقة الذرية أمس تعرض موقع القعقاع العسكري العراقي الذي يحوي 380 طناً من المتفجرات التقليدية ذات القدرات العالية والمستخدمة في هدم المباني وصنع رؤوس الصواريخ وتفجير الأسلحة النووية, للنهب, معربة عن مخاوفها من وقوع المتفجرات في "أيدي ارهابيين".
في غضون ذلك, ناشدت مصادر قريبة من السيستاني العراقيين السنة المشاركة في الانتخابات المقبلة "خدمة للمصلحة العامة", نافية في الوقت ذاته أن يكون المرجع الشيعي أصدر فتوى "بأن من يقاطع الانتخابات يدخل جهنم". وأوضح الشيخ علي الربيعي, الناطق باسم آية الله محمد اسحاق الفياض, احد المراجع الشيعية الأربعة في النجف لـ"الحياة" أن "المرجعية العليا أوجبت المشاركة في الانتخابات لأن عدم المشاركة فيها يمنح المحتلين فرصة التسلط على رقاب العراقيين والتحكم بمصائرهم".
وأعلنت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميليسا فليمينغ انها تسلمت "في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري, بلاغاً من وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية باختفاء حوالي 350 طناً من المتفجرات". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت أن موقع القعقاع تعرض للنهب مرات كان آخرها أول من أمس. وقالت فليمينغ في رسالة الى رئيس مجلس الأمن إن رئيس الوكالة محمد البرادعي "رغب في منحهم بعض الوقت لاسترجاع المتفجرات قبل تقديم تقرير بهذه الخسارة الى مجلس الأمن", لافتة الى أن هذا الوقت "انتهى".
وبعث البرادعي رسالة إلى مجلس الأمن تتضمن مخاوفه من اختفاء هذه المتفجرات. وحملت الإدارة الأميركية على البرادعي بسبب تحركه لابلاغ مجلس الأمن في مسألة اختفاء أسلحة تقليدية في العراق. ولفت مسؤول أميركي, اشترط عدم ذكر اسمه "الحياة" إلى أن البرادعي مكلّف ملف الأسلحة النووية وليس الأسلحة التقليدية وتساءل: "لماذا تهتم الوكالة الدولية بهذا القدر من الحماس بمسألة معينة بأسلحة تقليدية قبل أسبوع واحد من الانتخابات الأميركية الرئاسية؟".
وردّ ممثل الوكالة الدولية في نيويورك, غوستافو سلاوفينن, على تهمة التدخل في الشؤون الانتخابية, مشيراً إلى أمرين: أولاً, ان وزراء العلم والتكنولوجيا العراقية هي التي بعثت برسالة بتاريخ 10 تشرين الأول (اكتوبر) إلى البرادعي تبلغه باختفاء المتفجرات نتيجة السرقة وعدم تأمين هذه المواد. وثانياً, ان هذه المواد كانت تحت سيطرة الوكالة الدولية لأنها ذات قدرة تفجيرية كبرى تُستخدم في المفاعل النووي وكانت منذ عام 1991 تحت سيطرة الوكالة الدولية.
وعلمت "الحياة" أن البرادعي أبلغ في رسالته إلى مجلس الأمن أنه لفت انتباه القوة المتعددة الجنسية (بقيادة أميركية) في العراق قبل 10 أيام إلى المعلومات المتوافرة لديه, وأنه بعث الرسالة إلى مجلس الأمن بعدما لاقت المسألة تغطية اخبارية. ولا يطلب البرادعي اجراءً محدداً من مجلس الأمن, لكنه يعرض تفاصيل ما تلقاه من الوزارة العراقية لجهة "اختفاء" أو "ضياع" مواد تتضمن 158 طناً من مادة HONX و141 طناً من مادة RDX و6 أطنان من مادة PETN, حسب الرسالة.
وعلى الصعيد الامني, قتل امس 51 عراقياً بينهم إثنان من شيوخ العشائر, في تفجيرات واشتباكات متفرقة, كما قتل جندي أستوني وجرح ثلاثة جنود استراليين في بغداد في أول هجوم تتعرض له القوات الاسترالية في العراق. وتبنى "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" (جماعة التوحيد والجهاد سابقاً) بزعامة المتشدد الاردني أبي مصعب الزرقاوي في بيان على الانترنت المسؤولية عن العملية التي نفذها "أحد الاستشهاديين".
واستأنفت دبابات أميركية دخلت الفلوجة من طرفها الشمالي الشرقي قصف الفلوجة أمس مركزة على مواقع في حي الجولان ما أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة اثنين. وذكر شهود ان القصف أصاب مسجداً أدى الى مقتل شخص كان يصلي بداخله.
وفي الموصل قتل أربعة اشخاص, بينهم انتحاري, واصيب اربعة بجروح في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا موكب ضابط امن عراقي رفيع المستوى ومقر محافظة نينوى في المدينة. وقتل في التفجير الثاني أحد شيوخ العشائر رئيس الاتحاد الوطني لعشائر العراق في المنطقة الشمالية. كما اغتال مجهولون الشيخ ضاري علي دليمي الغريري (60 عاما) شيخ عشائر الغرير في المحمودية (30 كلم جنوب بغداد) صباح أمس.
وشكل وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب لجنة خاصة برئاسة المفتش العام في الوزارة حسن السراي هدفها التصدي لحالات الاختراق الأمني التي تستهدف الوزارة. وكلف رئيس الحكومة العراقية أياد علاوي نائبه برهم صالح متابعة عمل اللجنة التي جاء تشكيلها بعد تصاعد العمليات المسلحة, خصوصاً ضد عناصر الشرطة, وعمليات خطف الاجانب, اذ تسود قناعة بأن الكثير من العمليات استفاد من تسريب معلومات عن طبيعة الاجراءات المتخذة في مراكز الشرطة.
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
28.10.2004 |
:Notizia pubblicata in data |
|