|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
«هرّبوا» حفنة من ثرى «الأقصى» عبر الحواجز لينثروها على جثمان عرفات
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن موقع دار الحياة
رام الله - سائدة حمد
لم يشهد التاريخ السياسي المعاصر ظاهرة اعلانات «غير رسمية» متكررة عن وفاة زعيم او قائد سياسي الا في حال الرئيس ياسر عرفات. فعلى مدى اسبوع كامل، «توفي» عرفات اربع مرات على الاقل عبر وسائل الاعلام المرئية، فيما بقي الشارع الفلسطيني واجماً متوجساً مترقباً متخوفاً، الى أن جاء إعلان الوفاة، مخلفاً زلزالاً داخلياً، تناسى خلاله الفلسطينيون خلافاتهم مع «زعيم التكتيكات» من جهة، و«القابض على جمرة الثوابت» من جهة اخرى، وكل ما بينهما من اخطاء واخفاقات، ورفعوا صورة «الختيار» التي أرادوها محفورة في الذاكرة، فوق السيارات وامام البيوت وفي السماء، وكتبوا عليها: «ياسر كل الشعب، والشعب ما بموت». و«هرّبوا» حفنة من ثرى المسجد الاقصى عبر الحواجز والحصار و«الاطواق العسكرية» التي ضربتها اسرائيل على مدينة رام الله، لينثروه على جثمان «الشهيد الكبير» في «مرقده الموقت حتى تحرير القدس»، في لفتة «وفاء وعهد» لوعد خطفه الموت قبل تحقيقه.
واتشحت الأراضي الفلسطينية بالسواد حدادا، بينما غطت سحابات الدخان المنبعثة من اطارات السيارات المشتعلة سماء فلسطين التي حجبت شمسها الغيوم التي تشكلت على عجل، في مشهد سوريالي يذكر بالأمطار التي انهمرت فجأة يوم مغادرته الى باريس. وتجمعت النسوة على باب المقر الرئاسي ينتحبن على «الرمز الاخير» من رموز الشعب الفلسطيني الذي لن يقدر اي شخص على ان يملأ الفراغ الذي خلفه. واحتشد أمام «المقاطعة» أكثر من 500 من الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام، الذين تداعوا لتغطية الحدث وانتظروا وترقبوا مع الفلسطينيين طوال اسبوع كامل، بما يعنيه ذلك من «استفتاء عالمي» على عدالة القضية الفلسطينية ونفض لما علق بها أو ما «علقته اسرائيل» بها من اتهامات بـ«ارهاب» الشعب والقائد الذي وقف امام الامم المتحدة قبل 03 عاماً وخاطب ممثليها قائلاً: «اتيت اليكم والبندقية في يد وغصن الزيتون في اليد الاخرى، فلا تسقطوا غصن الزيتون»، وعُزِل على مدى ثلاثة أعوام، من دون ان يحرك العالم ساكناً لكسر حصاره.
في كل أماكن وجودهم، بكى الفلسطينيون قائدهم الوحيد الذي عرفوه، فقرعت الكنائس أجراسها ورفعت المساجد الاذان، في حين انهمرت الدموع حتى من مقل الصحافيين الذين قدموا من كل حدب وصوب... من الصين واليابان وروسيا وأوروبا وافريقيا وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة واستراليا لتغطية «حدث القرن»، ليس بسبب شخص عرفات ربما، وإنما لأن هذا الشخص يشبه قضية شعبه التي بدأت في مثل هذا الشهر بالذات في العام 1947 الذي شهد قرار تقسيم فلسطين. ومما فاقم طعم المرارة، الاعتقاد الراسخ بأن موت الرئيس لم يكن طبيعياً، خصوصاً ان مرضه ما زال «غامضاً»، رغم التبريرات و«التغطيات» كما قال الفلسطينيون.
الشبان الفلسطينيون الذين انتفخت عيونهم من حرقة الدمع، لم تتوقف حناجرهم عن الهتافات المطالبة بـ«فتح تحقيق» في ملابسات مرض الرئيس ومسبباته، متهمين اسرائيل «والخونة والجواسيس» بقتله، مرددين: «يا سيادة الرئيس، قتلك الخونة والجواسيس».
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
12.11.2004 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|