|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
الارهاب يزيد صورة المغربي في الخارج تشويها
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن جريدة القدس العربي اللندنية
مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي:
تعيش هولندا منذ بداية الشهر الجاري علي إيقاع أعمال عنف عنصرية هي رد فعل علي قيام شاب هولندي من اصل مغربي باغتيال المخرج السينمائي ثيو فان غوخ بسبب شريط حول المرأة والاسلام. وهو الحادث الذي جاء ليلصق من جديد تهمة الارهاب بالمغاربة مجددا بعد تفجيرات 11 اذار/مارس. وهناك تخوف من انتقال العدوي الي بلجيكا بعد تعرضت نائبة برلمانية من أصل مغربي للتهديد بالقتل.
تطورات سلبية تطرح تساؤلات متعددة حول مستقبل الهجرة المغربية ومستقبل صورة المغرب أمام الرأي العام الدولي بعدما بدأ الكثيرون يعتقدون أن هذا البلد العربي يصدر الارهاب.
عملية الاغتيال التي نفذها شاب مغربي في منتصف العشرينات من عمره تحت ذريعة الانتقام من عمل فني مسيء للإسلام، كانت عملية إرهابية بكل ما تحمله الكلمة من معني، ولكن المفاجأة كما يقول النائب البرلماني الهولندي علي الأزرق من أصل مغربي أن المجتمع الهولندي الذي يعتبره الجميع مجتمعا متسامحا بدل أن يترك للقضاء أن يتخذ الاجراءات المناسبة من تحقيق واعتقال وإدانة المجرمين الارهابيين كان رد بعض شرائحه السياسية قويا للغاية وهو ما يكشف زيف أطروحة التسامح .
احرقت مساجد وهوجمت مدارس قرآنية وتوجهت أصابع الاتهام ضد كل امرأة محجبة أو رجل بلحية أو مجرد أن تقاسيم وجهه تشير الي أنه من الجنوب.
عملية الاغتيال هذه جاءت لتكشف عن الكثير من القضايا التي يجب أن تطرح للنقاش.
في المقام الأول، الشاب الذي ارتكب الجريمة ولد وتربي ونشأ في هولندا ودرس في مدارسها وإن كان أصل أبيه من المغرب. ففي هذه الحالة من يتحمل مسؤولية أفعاله؟ سألت القدس العربي الوزير المنتدب في الخارجية المغربية الطيب الفاسي الفهري فقال ننطلق جميعا من إدانة الارهاب والتنديد به، لكننا أمام مفارقة غريبة: عندما يكون لاعبا لكرة القدم مغربي الجنسية ويلعب في منتخب بلد أوروبي أو عداء يتم تجنيسه، تتباهي الدولة (المضيفة) لما يحققه من نتائج ولا ترغب في سماع أنه من أصل مغربي، ولكن عندما يرتكب عملا إرهابيا تشدد علي أصله المغربي وإن كان قد ولد وترعرع في البلد نفسه ويحمل جنسيته .
هذا ما وقع في حالة هولندا، عندما طلب أحد أعضاء الحكومة الهولندية من الملك محمد السادس أن يلتزم بعدم تصدير إرهابيين الي أوروبا، لكن هذا التصرف يختلف عندما يتعلق الامر بالحكومة الفرنسية. فعندما اعتقل الامريكيون زكريا موساوي بسبب تفجيرات 11 ايلول/سبتمبر دافعت باريس عنه كمواطن فرنسي وعينت له محاميا ورفضت مد العدالة الأمريكية ببعض الأدلة لتجنيبه عقوبة الاعدام.
حادث اغتيال المخرج الهولندي علي يد مغربي جاء ليزيد من صورة المهاجر المغربي قتامة لدي الرأي العام الأوروبي. فأول المعتقلين في تفجيرات 11 ايلول/سبتمبر هو زكريا موساوي ـ من أصل مغربي ـ كما ان المعتقلين الآخرين في أوروبا، خاصة في المانيا واسبانيا، من أصل مغربي. واعتُقل العشــــرات عبـــر دول اوروبية وفي اسبانيا اثر تفجيرات 11 اذار/مارس.
وتهدد هذه الصورة الجديدة للمواطن المغربي في الخارج مستقبل الهجرة المغربية في الاتحاد الأوروبي. فالكثير من الدول بدأت تتشدد في قوانينها الخاصة بالأجانب لتفادي الارهاب، وحلم هجرة المغاربة الي القارة العجوز أصبح يتلاشي بعدما بدأت العديد من الدول تفضل مهاجري أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية.
بعض الحركات السياسية، كما يقول سعيد العمراني أحد نشطاء الجالية المغربية في بروكسل، تستغل هذه الأوضاع لتطالب بطرد العرب والمسلمين ومن ضمنهم المغاربة. ويكفي الاطلاع علي بعض برامج هذه الحركات المتــشددة في فرنسا (الجبهة الوطنية)، وفي إيطاليا (عصبة الشمال) وفي بلجيكا (حزب فلامنس بلوكس) الذي طالب في تظاهرة بطرد الأجانب بعد هذا الحادث.
والمخيف ان بعض هذه الأحزاب بدأت تصل الي الحكم وتشارك في الحكومات بفضل الانتخابات. وبلجيكا مثال حي اذ ان وزير الداخلية ينتمي الي حزب متطرف يميني يكره الأجانب ويطلب بمنع الحجاب في المدارس والمؤسسات العمومية.
ولم يعد بعض الارهابيين يوجهون سهامهم ضد ما يعتبرونه الغرب الكافر بل حتي النائبة البرلمانية ميمونة بوسقلة في البرلمان البلجيكي وهي من أصل مغربي تعرضت لتهديد خلال الأسبوع الماضي بالقتل، ولكن هذه المرة من بلجيكي اعتنق الاسلام حديثا.
وقال مصدر بـ الجمعية المغربية للإعلام في اسبانيا لـ القدس العربي ان التطورات السلبية التي تتعرض لها الجالية المغربية، سواء بقيام بعض أفرادها باعتداءات أو تعرضهم لاعتداءات، يجب أن تدفع الدولة المغربية الي التفكير في مستقبل الهجرة والمهاجرين المغاربة. واضاف المصدر لدينا عدد من المؤسسات التي تهتم بالهجرة مثل مؤسسة الحسن الثاني أو وزارة ملحقة بالخارجية، آن الأوان لكي يتم التفكير في آليات عمل أخري تفرضها التطورات الحالية في الاتحاد الأوروبي لأن الاهتمام بالهجرة لا يعني فقط الاعداد لموسم العبور (عودة المهاجرين لبلدهم عبر مضيق جبل طارق) خلال الصيف، وإنما ما هو أعمق مثل ما تلحقه العمليات الارهابية بالجالية المغربية التي تذهب ضحية عمل طائش وإجرامي لأشخاص معدودين .
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
22.11.2004 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|