|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
طائرة امريكية خاصة لنقل العراقيين الي وكلاء للتعذيب في دول عربية
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن جريدة القدس العربي اللندنية
لندن ـ القدس العربي :
قالت تقارير صحافية في لندن ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية تستخدم طائرة جيث ستريم وهي من النوع الذي يستخدمه رجال الاعمال لنقل متهمين بالقيام بنشاطات ارهابية الي دول يعرف عنها استخدام التعذيب في سجونها. اذ تم العثور علي السجل الخاص المتعلق بحركة هذه الطائرة الذي يوضح ان الطائرة تم استئجارها من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية ووكالات امريكية اخري يتركز عملها في الشؤون الامنية وقامت بأكثر من ثلاثمئة رحلة لصالح هذه الاجهزة خلال العامين الماضيين.
وقد حطت هذه الطائرة في عدد من الدول المعروفة بسجلها السيء في مجال خرق حقوق الانسان مثل اوزبكستان ومصر وسورية وليبيا مما حدا بجماعات حقوق الانسان الي اتهام الولايات المتحدة باستخدام وكلاء لتعذيب السجناء كون هذه الدول لا تفرض قيودا علي التعذيب كما هو الحال في الولايات المتحدة نفسها وهو ما نفته الحكومة الامريكية.
ويعتقد ان بعض المعلومات التي انتزعت من المتهمين تحت وطأة التعذيب قد وجدت طريقها الي المخابرات الامريكية والبريطانية. ويذكر ان مجلس اللوردات البريطاني يدرس حاليا مشروع قرار يتعلق بقانونية المعلومات التي تنتزع من سجناء تحت التعذيب امام المحاكم بعد ان تقدم سجناء اجانب يقبعون في سجن بلمارش جنوب لندن دون محاكمة بالتماس الي المحكمة العليا البريطانية يدفعون فيه بعدم قانونية احتجازهم دون محاكمة.
وقد حطت الطائرة المستأجرة في عدد من المطارات البريطانية خلال العامين الماضيين لكن لا يعرف فيما اذا كانت قد نقلت سجناء.
وبالاضافة الي طائرة جيت ستريم هناك طائرة اخري من طراز بوينغ تم استئجارها من قبل الـ سي اي ايه من شركة خاصة في ولاية ماساتشيوست الامريكية ولونها ابيض ولا تحمل علامات فارقة. وهي تحتوي علي اثنين وثلاثين مقعدا وقد شوهدت عدة مرات وهي تحط او تقلع من قواعد عسكرية امريكية. لكن لا يعرف بعد طبيعة مهمتها.
اما طائرة جيت ستريم التي تتسع لاربعة عشر مقعدا فان السجل الخاص بها يتطابق مع عدة شهادات عن رؤيتها تحط في مطارات حيث شوهد رجال امن امريكيون وهم ينقلون متهمين بالارهاب اليها.
وتظهر سجلات طائرة جيت ستريم وعلي مدار عامين انها كانت دائما تقلع من العاصمة واشنطن واقلعت في تسع واربعين رحلة خارج الولايات المتحدة من بينها قاعدة غوانتنامو في كوبا بالاضافة الي قواعد عسكرية امريكية اخري كما انها حطت في مطارات في مصر والاردن والعراق والمغرب وافغانستان وليبيا واوزبكستان.
ويدعي شهود قالوا انهم رأوا سجناء مقيدي اليدين ومعصوبي العينين في حالة تخدير قبل وضعهم علي هذه الطائرة من قبل رجال امن امريكيين.
وهذه الطائرة لا تستخدم فقط لنقل السجناء فأحيانا يستخدمها رجال امن ومسؤولون امريكيون من السي اي ايه في مهمات تنطلق من العاصمة واشنطن.
وكان التلفزيون السويدي اول من كشف عن استخدام هذه الطائرة في تقرير اسمه الحقائق الباردة بثه في شهر ايار (مايو) الماضي. وكشف البرنامج عن هبوط الطائرة في
مطار العاصمة السويدية ستوكهولم حيث تم نقل معتقلين اثنين متهمين بالارهاب الي مصر.
وكانت الحكومة السويدية قد اعلنت وقتها انها سلمت شخصين الي مصر، لكنها لم تذكر شيئا عن مشاركة امريكية في العملية او عن ظروف اعتقال احمد عجيزة 42 عاما ومحمد زيري 35 عاما والذي اطلق سراحه فيما بعد. وقال شهود للتلفزيون السويدي انهم رأوا الرجلين يسلمان الي رجال امن امريكيين كانوا يرتدون اقنعة علي وجوههم. واضافوا ان الرجلين كانا معصوبي العينين وان ملابسهما كانت ممزقة وقد وضعت حول جسديهما حفاظات اطفال فوقها سترة برتقالية وانه تم تخديرهما بالقوة قبل صعودهما الي الطائرة.
وقد تم نقل الرجلان الي مصر، حيث ادعيا انهما تعرضا للتعذيب بالصدمات الكهربائية بالاضافة الي الضرب خاصة علي اعضائهما التناسلية. وعلي الرغم من ان القانون السويدي يضمن حرية نقل المعلومات الا ان الفقرة المتعلقة بتعذيب المتهمين قد تم حذفها من البيان المتعلق بتسليمهما.
وتقول حميدة شلبي والدة المعتقل عجيزة ان الفرشة التي كان ينام عليها ولدها في السجن كانت مكهربة، حيث يتم وصلها بالتيار الكهربائي وهو ما يجعل الشخص المستلقي عليها يطير في الهواء مثل الكرة بفعل قوة التيار الكهربائي، وتستمر هذه العملية حتي يأمر المسؤول باغلاق المفتاح الكهربائي.
وقبل شهر من واقعة تسليم المتهمين في السويد شوهدت نفس الطائرة في الباكستان حيث يقول مسعود انور وهو صحافي باكستاني في كراتشي ان عاملين في المطار ابلغوه
انهم رأوا جميل قاسم وهو طالب يمني يشتبه بان له علاقة مع تنظيم القاعدة ينقل الي الطائرة رغما عنه من قبل مجموعة من الرجال البيض يرتدون اقنعة.
واضافوا ان الطائرة نقلت قاسم الي الاردن حيث اختفت اثاره.
واضاف انور ان مصادره في المطار اخبرته ان العملية كانت في غاية السرية حيث ان كل المشاركين فيها ومن ضمنهم جنود امريكيون كانوا يرتدون اقنعة.
كما شوهدت نفس الطائرة في مطار جاكرتا في اندونيسيا عام الفين حيث نقلت محمد سعد اقبال 24 عاما وهو الآخر يشتبه في علاقته بالقاعدة وتعتقد المخابرات الامريكية انه كان علي علاقة مع ريتشارد ريد البريطاني الذي حاول تفجير طائرة اثناء رحلة من باريس الي ميامي بواسطة فتيل في حذائه وهو يقضي الان عقوبة السجن مدي الحياة في الولايات المتحدة. وقد ابلغ مسؤول اندونيسي صحيفة امريكية ان اقبال اجبر علي ركوب الطائرة وانه تم نقله الي مصر حيث اختفت اثاره منذ ذلك الحين.
وتظهر سجلات طائرة جيت ستريم التي كانت مستاجرة من قبل السي اي ايه في ذلك الوقت انها طارت في رحلة من واشنطن الي القاهرة حيث صعد اليها رجل امن مصري قبل ان تواصل رحلتها الي جاكرتا حيث نقلت اقبال الي مصر.
كما تظهر السجلات انه في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2002 كانت ال جيت ستريم في رحلة من بانجول الي غامبيا في افريقيا لنقل وهاب الراوي وهو عراقي الاصل يحمل الجنسية البريطانية كان ضمن مجموعة من اربعة افراد اعتقلوا في المطار وتم تسليمهم الي رجال امن ادعوا انهم امريكيون. وقال الراوي انه سبق وان تم استجوابه من قبل المخابرات البريطانية لان اخاه بشار كان علي علاقة مع ابو قتادة المعتقل حاليا في بريطانيا. وعندما طلب وهاب من عميل السي اي ايه ان يسمح له
بالاتصال بالسفارة البريطانية وهو ما تنص عليه اتفاقية فيينا التي وقعت عليها الولايات المتحدة ضحك رجل الامن الامريكي وقال له انت في قبضتنا لان حكومتك هي التي اوعزت الينا بالقبض عليك. وقد تم اطلاق سراح وهاب فيما بعد لنقل بشار الي معتقل غوانتنامو بيه حيث لا يزال قيد الاعتقال دون محاكمة.
وتقول جماعات حقوق الانسان وبعض الموظفين الذين عملوا في السابق لصالح السي اي اي ان الوكالة ووزارة الدفاع الامريكية يستخدمون هذه الاسلوب الذي يطلقون عليه اسم التحقيق بالايجار حيث يعني نقل المعتقلين الي دول مثل مصر والاردن حيث يتعرضون للتعذيب للحصول علي معلومات يتم تقديمها للمخابرات الامريكية وان السي اي ايه تشجع المحققين في هذه الدول علي استخدام اساليب وحشية في التعذيب يعاقب عليها القانون الامريكي.
ويقول روبرت باير وهو مسؤول سابق في السي اي ايه وعمل مدة طويلة في الشرق الاوسط اذا اردت الحصول علي معلومات موثوقة فانك ترسل المعتقل الي الاردن حيث يتم انتزاع كل المعلومات المطلوبة اما اذا اردت له ان يتعرض للتعذيب فانك ترسله الي سورية اما اذا اردت له ان يختفي تماما فانك ترسله الي مصر.
كما قامت الولايات المتحدة بارسال عدد من المعتقلين الي اوزبكستان التي تخضع لحكم ديكتاتوري لكنه حليف وثيق لواشنطن ويعرف عن جهاز المخابرات في اوزبكستان بطشه الشديد بالمعتقلين واساليبه الوحشية في التحقيق حيث يتم القاء السجناء في وعاء يغلي بالماء. وتفيد السجلات المتعلقة بالطائرة ان ال جيت ستريم حطت في اوزبكستان سبع مرات علي الاقل. وكان السفير البريطاني السابق كريغ ماري الذي تم استدعاؤه الي لندن بعد ان انتقد مرارا عمليات التعذيب في اوزبكستان قد صرح ان الولايات المتحدة نقلت عددا من السجناء من افغانستان الي اوزبكستان حيث تم تعذيبهم لانتزاع اعترافات منهم. وقال ماري في مذكرة ارسلها الي وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان مدير محطة السي اي ايه في طشقند قد اعترف بعملية نقل السجناء من اجل تعذيبهم.
وبالطبع تنفي الحكومة الامريكية اي علاقة لها بالتعذيب وتقول انها تبذل جهودا حثيثة من اجل منع التعذيب في السجون.
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
23.11.2004 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|