عن جريدة النهار اللبنانية
رام الله من محمد هواش والوكالات:
اختار الفلسطينيون رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس، أول رئيس لهم خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات، اذ رجحت استطلاعات الرأي التي شملت ناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع في الضفة الغربية وقطاع غزة فوز "أبو مازن" بنسبة 66 في المئة من الاصوات، الامر الذي يمنحه تفويضا قويا لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمعاودة مفاوضات السلام المتوقفة منذ أكثر من أربعة أعوام، وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والسعي الى تحقيق طموح الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة فوق ترابهم الوطني.
ولم ينتظر عباس النتائج الرسمية ليعلن فوزه، بل سارع الى القاء كلمة أهدى خلالها هذا الفوز الى روح عرفات وتعهد العمل لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتحرير الاسرى الفلسطينيين وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اول الزعماء الاجانب الذين أشادوا بنزاهة الانتخابات الفلسطينية، واعدا بالعمل مع القيادة الجديدة لدفع السلام في الشرق الاوسط. وأملت اسرائيل ان يكون فوز عباس فاتحة عهد من السلام.
الاستطلاعات
وفور اقفال مكاتب الاقتراع في الضفة وغزة، أظهر استطلاع للرأي اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية على عينة من 122 مركز اقتراع، ان عباس مرشح حركة "فتح" فاز بنسبة 66,3 في المئة من الاصوات، والمرشح المستقل مصطفى البرغوثي بـ19,7 في المئة، ومرشح "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" تيسير خالد بـ3,8 في المئة، ومرشح حزب الشعب بـ2,7 في المئة، والمرشح المستقل عبد الحليم الاشقر بـ2,4 في المئة، والمرشح المستقل سيد حسين بركة بـ1,1 في المئة، والمرشح المستقل عبد الكريم شبير بـ0,7 في المئة.
وجاء في استطلاع اجرته جامعة النجاح في نابلس على عينة من 5162 ناخبا، ان عباس حصل على 70,5 في المئة من الاصوات، والبرغوثي على 24,5 في المئة، وخالد على 1,8 في المئة، والاشقر على 1,7 في المئة، والصالحي على 1,6 في المئة، وبركة على 0,5 في المئة، وشبير على 0,5 في المئة.
وفي استطلاع اجرته جامعة بيرزيت في رام الله على عينة من سبعة آلاف ناخب في 153 مركز اقتراع، ان عباس حصل على 66,2 في المئة، والبرغوثي على 18,0 في المئة، والصالحي على 3,8 في المئة، وبركة على 2,5 في المئة، وخالد على 2,5 في المئة، وشبير على اقل من 1,0 في المئة، والاشقر على اقل من 1,0 في المئة.
لكن البرغوثي صرح انه حصل على 35 في المئة من الاصوات. وقال: "كنا حققنا نسبة أعلى من ذلك في هذه الانتخابات لولا العبث الذي حصل فيها... نحن الآن ثالث اكبر قوة على الساحة الفلسطينية. نحن منافسون حقيقيون، وسننافس حركة فتح وحركة حماس في الانتخابات البلدية والتشريعية وكل انواع الانتخابات".
واعترض على قرار لجنة الانتخابات المركزية السماح للفلسطينيين غير المسجلين في اللوائح بالتصويت على اساس بطاقة الهوية، معتبراً انه "يمثل خطراً على نزاهة الانتخابات وعلى نتائجها".
كذلك عارض خالد هذا القرار بشدة وقال ان فيه "تزويراً فاضحاً"، محملاً "السلطة الفلسطينية مسؤولية ذلك".
نسبة المقترعين
وافاد رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر ان نسبة المقترعين من الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية بلغت 70 في المئة.
واوضح ان عدد الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية هو 1,1 مليون شخص، وان 70 في المئة منهم شاركوا في عملية الاقتراع.
اما الـ700 الف الآخرين والمسجلين في "سجل النفوس"، وهو السجل المدني، فقد شارك منهم عشرة في المئة فقط في الانتخابات.
ومن المقرر ان تعلن اللجنة النتائج الرسمية اليوم.
إلى روح عرفات
وفي جو احتفالي مفعم بالفرح ومن دون القسم الاكبر من الصحافيين الذين كانوا في المقر الانتخابي في قاعة قصر الثقافة الفلسطيني برام الله لمتابعة نتائج الانتخابات اولاً بأول، اعلن عباس فوزه برئاسة السلطة الفلسطينية. وقال مبتسما وسط عدد كبير من مؤيديه في قيادة حركة "فتح" وناشطين من حملته الانتخابية ان "الانتصار جميل والوفاء بالعهد اجمل، النصر جميل والحفاظ على النصر اجمل، ونرجو الله ان ننجح في الوفاء بالتزاماتنا، وان يعيننا على المستقبل".
واضاف وسط هتافات انصاره ومقاطعتهم اياه: "اهدي النصر الى روح الرئيس الراحل ياسر عرفات والى كل الشهداء والى كل ابناء الشعب الفلسطيني من شهداء وجرحى واسرى ومطاردين وكوادر حركة فتح والفصائل الفلسطينية... انتهى الجهاد الاصغر وجاء الجهاد الاكبر. امامنا مهمات صعبة: كيف نبني دولة الامن والامان، كيف نحقق الحياة الكريمة لمواطنينا، كيف نبحث عن حرية اسرانا وعن كرامة مطاردينا، وكيف نبني دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وتلقى "ابو مازن" اتصالات تهنئة بفوزه من الاسرى في السجون الاسرائيلية ومن "كتائب شهداء الاقصى" الذين خرجوا في مسيرات مسلحة في بعض المدن احتفالا بالنصر.
وقاطعت اصوات الهتاف والغناء وترديد الاناشيد الوطنية "ابو مازن" ولم تمكنه من اكمال خطابه.
وصرح "ابو مازن" وهو يغادر المقاطعة في رام الله: "سأعمل على وقف معاناة شعبنا، لانه شعب يستحق التقدير والاحترام وكل الوفاء له". وشكر الشعب الفلسطيني على هذه الروح الديموقراطية في هذا اليوم الديموقراطي".
وقال وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات "اهنىء الشعب الفلسطيني بهذه النتائج الديموقراطية. خمسة وسبعون في المئة من الناخبين شاركوا في الانتخابات، والحمدلله الرئيس لم يفز بتسعة وتسعين في المئة".
واضاف: "هذا نصر للشعب الفلسطيني ونصر للديموقراطية ولروح الرئيس ياسر عرفات ونصر للاستمرارية والتجديد وللشهداء والجرحى".
ورأى وزير شؤون الامن الداخلي السابق محمد دحلان ان النتيجة "مشجعة ومقبولة وتعتبر تفويضا للاخ ابو مازن على رغم كل المعوقات الاسرائيلية".
وانطلقت تظاهرات ابتهاج في عدد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة واطلق متظاهرون النار في الهواء.
"الجهاد"
وصرح القيادي في حركة "الجهاد" خالد البطش: "فوزه كان متوقعا، نتيجة الاوضاع الراهنة والضغوط المعيشية التي يعيشها الشعب ... نتمنى ان يبدأ ابو مازن صباح غد بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والبدء بحوار وطني داخلي موحد من اجل تشكيل قيادة وطنية موحدة". واكد ان "الحركة" ستتعامل مع ابو مازن، كما تعاملنا مع سلفه الرئيس ياسر عرفات... ندرك جيدا محددات المرحلة". واشار الى ان هذه النتيجة "يجب ان تدعم المقاومة الفلسطينية والانتفاضة ويجب الا يفهم منها ان مرحلة الانتفاضة والمقاومة انتهت".
"حماس"
اما حركة المقاومة الاسلامية "حماس" فصرح الناطق باسمها في غزة مشير المصري: "ننتظر النتائج النهائية، قبل ان نعلق، ولا نريد اعطاء رأينا قبل الاطلاع على هذه النتائج".
اسرائيل
وقال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه: "نأمل في ان يكون الفلسطينيون قد فتحوا بانتخابهم محمود عباس عهدا من السلام، وان يلتزموا طريق التسوية والحوار".
واشنطن
في واشنطن، قال بوش في بيان اصدره البيت الابيض: "انا متشجع بالمشاركة الكبيرة في الانتخابات الفلسطينية... انه يوم تاريخي للشعب الفلسطيني ولشعوب الشرق الاوسط. وشدد على ان "الفلسطينيين في مجمل الضفة الغربية وغزة تقدموا خطوة نحو بناء مستقبل ديموقراطي، باختيارهم رئيساً جديداً في انتخابات وصفها المراقبون بأنها كانت حرة ونزيهة على نطاق واسع". واضاف ان "الولايات المتحدة جاهزة لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني، كي يحقق طموحاته"، كما انها جاهزة للعمل مع رئيسه.
ولم يذكر بوش عباس بالاسم، الا انه لفت الى ان "الرئيس الفلسطيني الجديد وحكومته يواجهان مهمات دقيقة وخصوصاً في مجال مكافحة الارهاب والفساد وبناء مؤسسات ديموقراطية واحياء الاقتصاد الفلسطيني". وقال: "نرغب في العمل معه ومع الشعب الفلسطيني، لمواجهة هذه التحديات ودفع قضية السلام في الشرق الاوسط قدماً"، على اساس قيام "دولتين هما اسرائيل وفلسطين جنباً الى جنب تعيشان بسلام وامن".
باريس
في باريس صرح وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان اوجوردوي" ان الانتخابات الرئاسية الفلسطينية تشكل "اول انتصار للسلام".
وقال ان تنظيم هذه الانتخابات "هو دليل شعور بالمسؤولية قدمه الفلسطينيون وهو انتصار للديموقراطية واول انتصار للسلام".
لندن
في لندن، توقع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من بوش بعد انتهاء الانتخابات الفلسطينية، "اتخاذ سلسلة خطوات تدفع نحو اقامة دولة فلسطينية". واشار الى ان المؤتمر الذي سيعقد في لندن مطلع آذار سيساعد قادة السلطة الفلسطينية "من حيث خيار اقامة الدولة".
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
10.01.2005 |
:Notizia pubblicata in data |
|