|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
إيطاليا: مخاوف بعد تبرئة مغربي من تهمة الإرهاب والحكومة غاضبة
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية
روما ـ رويترز:
تصف الحكومة الايطالية المهاجر المغربي محمد داكي بانه خطر على الأمن القومي يمشي على قدمين. واطلق سراح داكي ، 40 عاما ، الشهر الماضي بعد تبرئته من تهم الارهاب ، مما اغضب الحكومة واعجزها عن التصرف. وقال وزير داخلية ايطاليا جوسيبي بيزانو «انه شخص بالغ الخطورة».
وبالنسبة للمحللين الذي يتابعون القضايا الهامة في حرب ايطاليا ضد الارهاب فان هذه القضية مؤشر على ما سوف يحدث في المستقبل. وربما تكون قاضية ميلانو أرست سابقة بقرارها ان داكي ومتهمين اخرين لا يخضعون لقانون مكافحة الارهاب وان تحركاتهم لمساعدة المقاتلين في العراق نشاط ثوري وهو غير مجرم في ايطاليا.
ونفى داكي، في حديث، الاتهامات الموجهة اليه بشدة.
غير ان قضية داكي مهمة من جوانب اخرى، اذ تطرح أسئلة صعبة عن المشاعر المناهضة للمسلمين في ايطاليا الكاثوليكية وتكشف التوتر القديم في العلاقات بين الحكومة والنظام القضائي الذي لم يصدر ادانة واحدة قاطعة بالارهاب منذ ان اصدرت ايطاليا قوانين جديدة عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على الولايات المتحدة.
وفي صباح يوم سبت ممطر يعتقد محامي الدفاع كارلو كوربوتشي ان المخابرات تراقبه . فبعد ان يحتسى أول فنجان من القهوة يجلس رجل ضخم شعره داكن ويحمل دفترا في هدوء خلفه في المقهى شبه الخالي بوسط روما. ويقول كوربوتشي «حينما انظم اجتماعا دائما ما يأتي شخص اخر»، ثم يلتفت الى الرجل الصامت الجالس خلفه يدون ملاحظات.
وفي اطار حرب ايطاليا ضد الارهاب من المؤكد ان يكون كوربوتشي شخصا جديرا بالمراقبة اذ انه دافع عن بعض ابرز المشتبه في صلتهم بالارهاب واوجد ثغرات في قضايا الدولة ضدهم.
ومن هذه القضايا تبرئة ثلاثة صيادين مصريين في العام الماضي من تهمة التخطيط لشن هجوم على مطار روما الرئيسي ومقبرة أميركية لقتلى الحرب. غير انهم ادينوا بتهمة حيازة متفجرات ومسدس بشكل غير قانوني ويقول كوربوتشي انها دست لهم. وقال كوربوتشي «لم يكن هناك اي دليل». وكتب كوربوتشي كتابا عنوانه «الارهاب الاسلامي في ايطاليا.. الحقيقة والخيال» لفضح زيف المعلومات المخابراتية «الدعائية» الرامية «لإشاعة الخوف».
وكانت قضية الصيادين المصريين واحدة من عدد كبير من القضايا المهمة التي فشلت في ايطاليا. ومن القضايا الاخرى هجوم محتمل بالسيانيد على شبكة المياه للسفارة الأميركية في روما ومؤامرة مزعومة لتنظيم القاعدة للهجوم على كاتدرائية في بولونيا رسم على احد جدرانها صورة مسيئة للنبي محمد. وفي يناير (كانون الثاني) القي القبض على ثمانية من رجال الشرطة في مدينة فاسانو الجنوبية واتهموا بدس متفجرات لمشتبه فيهم مغربيين من اجل الترقي. ورغم ذلك فان السلطات تصر على ان التهديد حقيقي جدا.
وعقب تفجيرات القطارات في مدريد في العام الماضي عززت ايطاليا اجراءات الأمن وحددت 13600 هدف محتمل للهجمات بما في ذلك الفاتيكان.
ويقول مسؤولون أميركيون انه توجد خلايا لـ«القاعدة» بايطاليا التي يقترب جنوبها من شمال افريقيا. وقال مسؤول أميركي «ايطاليا مهمة من دون شك كمركز لجمع المال والامداد. رأينا في إسبانيا ان خلية امداد ومساندة يمكن ان تتحول الى خلية نشطة».
ويقول مدعون ومسؤولون بارزون ان المشتبه فيهم في كثير من الحالات يمارسون نشاطا ارهابيا كاملا ولكن لا توجد ادلة كافية تربطهم بشبكة ارهاب دولية.
ويضيفون أن جزءا من المشكلة يكمن في أن كثيرا من معلومات المخابرات التي تأتي من مصادر أميركية ومحلية لا تقبلها المحاكم. وقال وزير العدل روبرتو كاستيلي «توجد ضمانات كثيرة جدا تقدم للمتهمين. يجب ان نتوخى الحذر حتى لا تؤدي هذه الضمانات الديمقراطية الى خلق نوع من الحصانة من العقاب».
واستعانت كليمنتينا فورليو قاضية ميلانو بمحام للدفاع عنها ضد اتهام الحكومة لها بالاهمال الشديد بعد ان امر كاستيلي بفتح تحقيق تأديبي في حكمها الذي ادى الى اطلاق سراح داكي وتبرئة متهمين اخرين معه. واستأنفت الدولة الحكم. ووصف وزير الاصلاحات روبرتو كالدرولي قرار القاضية بانه «مثير للغثيان». وبعد ان عرقلت فورليو امرا حكوميا بطرد داكي ظهر كالدرولي في اشهر برنامج حواري تلفزيوني ايطالي، وقال انه ينبغي ترحيله الى المغرب حيث «تعرف المحاكم كيف تتعامل معه».
وكشفت القضية التوتر القديم بين القضاة في ايطاليا وحكومة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الذي واجه عشرات التحقيقات بشان امبراطوريته الاعلامية. وقال المدعي العام لروما سالفاتوري فيتشيوني «بعض قادة هذه الحكومة يواجهون اجراءات عقابية ومن ثم هناك رد فعل تجاه القضاة».
ويوجد في ايطاليا نحو مليون مهاجر مسلم بصورة شرعية ويعيش كثيرون اخرون ويعملون بصورة غير شرعية. وتشير دراسة الى أن اثنين من كل ثلاثة ايطاليين يخشون هجوما ارهابيا اسلاميا و15 بالمائة يعتبرون وجود المسلمين في ايطاليا في حد ذاته تهديدا. وطلب من داكي تقديم نفسه الى السلطات مرتين يوميا ويشكو من انه ليس هناك اهتمام يذكر بحقيقة تبرئته من تهمة الارهاب. ويقول انه اعترف بانه اجتمع أكثر من مرة في اواخر التسعينات مع رمزي بن الشيبة الذي يشتبه في انه أحد قادة مدبري هجمات 11 سبتمبر. وينفي ان ذلك يجعل منه ارهابيا. وينوي داكي استئناف ادانته بتزوير وثائق.
ويقول «وضعي بالغ الصعوبة»، مضيفا ان زوجته هجرته بسبب القضية وانه فقد الاتصال بابنه البالغ من العمر سبعة اعوام الموجود بالمغرب منذ ذلك الحين. وقال «هناك مبالغة في كل شيء».
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
27.02.2005 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|