|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
ردود فعل غاضبة بين التونسيين لدعوة شارون لزيارة بلادهم
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن موقع قدس برس
عبرت مختلف القوى السياسية والمنظمات المهنية عن رفضها القاطع لقرار الحكومة التونسية دعوة شارون لزيارة تونس بمناسبة انعقاد الجزء الثاني من القمة العالمية لمجتمع المعلومات. ودعت الأحزاب والجمعيات الحكومة إلى التراجع عن قرارها دعوة شارون. وهددت بعض القوى السياسية بالعصيان ودعت إلى إفشال الزيارة بكل الأشكال الممكنة.
وتجاهلت كل الصحف التونسية الخبر ولم تعلّق عليه، واكتفت بنقل وجهة النظر الرسمية التي تقول إن قمة مجتمع المعلومات تنظمها الأمم المتحدة وهي مفتوحة لكل الرؤساء. وتجمّع الناس في الأماكن العامة لاستجلاء حقيقة الخبر الذي لم يكن متوقعا، وسارعت الأحزاب السياسية والجمعيات إلى عقد اجتماعات طارئة للتشاور وإصدار البيانات الرافضة لهذه الزيارة.
وقال الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان أرسل لـ"قدس برس" إنه يعتبر هذه الدعوة "دوسا جديدا للميثاق الوطني الذي قام في المجتمع التونسي منذ إنشاء "دولة إسرائيل" والمتمثل في نصرة كفاح الشعب الفلسطيني العادل من أجل التحرر والانعتاق ورفض كل علاقة مع الكيان الإسرائيلي".
وأضاف الحزب "أن السلطة انفردت مرة أخرى بالقرار في قضية لم تتحصل في شأنها على تفويض من الشعب، ولم تكن محل تشاور أو حوار داخل المجتمع، بل إن الرأي العام فوجئ بها عن طريق وسائل الإعلام الأجنبية، ويعتبر هذا التصرف مظهرا آخر من مظاهر الاستبداد والتسلط الذين أضرا أيما ضرر بالحريات وبالمال العام وها هو يطال اليوم ثابتا من الثوابت الوطنية والقومية لبلادنا".
كما اعتبر أن الحكومة قد أقدمت بهذه الدعوة الانفرادية على قطع كل القواسم المشتركة التي كانت تربطها بالمجتمع في ميدان حساس كميدان العلاقة بإسرائيل، وأنه تنكر بهذه الخطوة لتضحيات الشهداء من أجل استقلال تونس وتمسكها بانتمائها العربي والإسلامي.
وأدان الحزب هذه الدعوة بشدة وقال إنه يلتزم بالعمل على إفشالها، ويقرر إجراء المشاورات العاجلة مع القوى الوطنية من أحزاب وجمعيات أهلية لتنسيق الجهد بينها وتكتيل أقصى الضغط الشعبي لحمل الحكومة على التراجع عنها احتراما لمشاعر الشعب وحفاظا على استقرار البلاد.
وقالت مية الجريبي عضو المكتب السياسي للديمقراطي التقدمي في تصريح لـ"قدس برس" "هذه الخطوة طعنة للشعب التونسي في كرامته وفي هويته وكحركة سياسية معارضة نحن لن نسكت على إمكانية تدنيس شارون لأرضنا الطاهرة، وسنقوم بكل المجهودات لإفشال هذه الزيارة".
ودعا المؤتمر من أجل الجمهورية لاستقبال شارون بالتظاهر والإعداد للإضراب إذا وطأت قدمي هذا الرجل أرضنا، حسب تعبير بيان الحزب، وطالب المؤتمر بقية القوى الحية في البلاد للتكتل لإلغاء الدعوة لسفاح صبرا وشاتيلا.
وفي بيان مماثل اعتبر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الممثل في البرلمان أن "زيارة الإرهابي شارون لبلادنا إساءة لمشاعر شعبنا واعتداء على هويته وانتمائه".
وطالب الحزب صاحب المرجعية القومية الحكومة بالتراجع عن قرار دعوة شارون مهما كانت الأسباب والمبررات. و طالب الحزب من كل القوى السياسية والاجتماعية بالتوحد والوقوف ضدّ زيارة شارون لتونس.
ومن جهته أكد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي أن هذه الدعوة تعد استهانة بالشعب التونسي الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني وقال لـ"قدس برس" إن حزبه سيقف كرجل واحد لإفشال هذه الزيارة وتحميل الحكومة كل مسؤولية عن مخلفات هذه الزيارة إن تمت على استقرار البلاد.
وقال الاتحاد العام التونسي للشغل (كبرى النقابات العمالية) إن دعوة الحكومة التونسية لشارون تتعارض و المواقف المبدئية الثابتة لجميع التونسيين من منظمات وأحزاب وحكومة ومختلف الهيئات الوطنية والشعبية دون استثناء والتي ترفض أي شكل من أشكال التطبيع ولم تتوان يوما عن دعم نضال شعبنا الفلسطيني من أجل إنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واعتبر الزيارة مسّا بمشاعر الشعب التونسي، الذي يذكر العدوان الهمجي على حمام الشط (في ضواحي العاصمة التونسية) عام 1985 والجرائم التي ارتكبها شارون في حق شعب وعمال فلسطين من اغتيالات وقصف للمدنيين وتهديم للبيوت واعتقال لآلاف من الفلسطينيين.
وقال اتحاد الشغل أنه يرفض مطلقا هذه الزيارة و يدعو الحكومة التونسية لمراجعة موقفها بما ينسجم مع ثوابت الشعب التونسي في الوقوف إلى جانب قضايا الحق و العدل و رفض نهج العدوان و الاحتلال و معاداة السلم و الحرية. حسب تعبير البيان.
وطالبت الهيئة الوطنية للمحامين من قوى المجتمع المدني بالتحرك السريع للتعبير عن رفض هذه الزيارة، والعمل على إفشالها باعتبارها ضدّ كرامة وعروبة الشعب التونسي.
وكانت تقارير صحفية إسرائيلية قالت إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قال في نص الدعوة التي وجهها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه من بواعث سروره دعوة شارون إلى المشاركة في أعمال المؤتمر العالمي لمجتمع المعلومات، وإنه على ثقة تامة بأن مشاركة إسرائيل ستثري المناقشات وتساهم في إنجاح المهمات التي يتطلع المؤتمر إلى إنجازها.
واعتبر الرئيس ابن علي أن الزيارة ستكون فرصة استثنائية لتعميق الدور الاستراتيجي لتكنولوجيا الاتصالات والمعلوماتية لخدمة التطور ومن أجل إحياء التعاون الإقليمي والدولي.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حدثا آخر سيسبق الزيارة، إذ ستقلع في الرابع والعشرين من شهر أيار (مايو) القادم أول رحلة جوية من مطار "بن غوريون" الدولي إلى مطار جزيرة جربة التونسية. وسوف يكون على متن الرحلة التابعة لشركة "كرتغو" التونسية سياح يهود سيزورون الكنيس الشهير في الجزيرة وسيعودون إلى إسرائيل بعد أسبوع، ولن يحتاج المسافرون إلى تأشيرات دخول إلى تونس.
وقال مواطنون غاضبون لـ"قدس برس" إنهم صدموا بخبر الزيارة، وأن الشعب التونسي لا يمكن أن يقبلها مهما كانت الأسباب، خاصة أن إسرائيل قتلت العديد من التونسيين في الاعتداء على ضاحية حمام الشط وتمعن في الاعتداء والتآمر على كل الشعوب العربية، حسب تعبيرهم.
وقال رافع الشارني "لقد صدمنا لما شاهدنا على الفضائيات من صورة ابن علي وصورة شارون جنبا إلى جنب، إنها فضيحة والشعب التونسي لن يقبل بها".
وقال عبد الرحمان ميساوي "الحكومة لم تستشر الشعب التونسي في دعوة هذا الإرهابي إلى أرضنا، والمؤكد أن وراء توجيه هذه الدعوة أسرار كبيرة وكوارث أكبر، وإذا تمت لا قدّر الله فإنها ستكون فاتحة مشكلات وكوارث جديدة سنشهدها بسبب وصول الإسرائيليين إلى بلادنا".
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
01.03.2005 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|