عشرون ألفاً ينتظرون في الجزائر ... فرصة الوصول الى سبتة ومليلية

عن جريدة دار الحياة

كشفت المفوضية الأوروبية ان نحو 20 الف مهاجر افريقي ينتظرون داخل الأراضي الجزائرية فرصة التوجه نحو جيبي سبتة ومليلية عبر المغرب حيث يوجد قرابة 10 آلاف مهاجر افريقي آخر ينتظرون بدورهم الوصول الى هذين الجيبين الإسبانيين على الساحل المغربي. ولاحظت المفوضية ان «المؤشرات تؤكد بوضوح تزايد ضغط الهجرة على المغرب وأوروبا وانعدام ميلها الى التراجع في المدى القريب». ونشرت المفوضية هذه المعلومات بعد احتجاج الصحافة الدولية، ظهر الاربعاء في لوكسمبورغ، ضد أساليب التعتيم من المسؤولين الأوروبيين على حقيقة المأساة الانسانية الجارية في المنطقة. وقاطع الصحافيون مؤتمراً صحافياً عقده وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك بعد رفضه الاجابة على الأسئلة المتعلقة بما جرى في سبتة ومليلية والصحراء المغربية. وتوقعت المفوضية في الملاحظات التي عرضت على مجلس وزراء الداخلية منتصف الأسبوع في لوكسمبورغ ان «ضغط الهجرة سيتواصل في الأعوام المقبلة لأن عدد السكان الأفارقة سيرتفع بينما ستكون الأوضاع الاقتصادية سيئة في البلدان التي يتحدر منها المهاجرون». ولا تستبعد المفوضية استمرار بعض النزاعات في افريقيا وحدوث بعض الكوارث والعوارض الطبيعية التي تضر المحاصيل الزراعية مثل غزو الجراد بلدان الساحل الافريقي و «كلها تدفع السكان الى البحث عن اللجوء خارج بلدانهم». وتحذر المفوضية من الخطر الذي مثّله «تزايد نشاط شبكات الجريمة المنظمة وتهريب الجنس البشري وتحولها الى منظمات عنيفة». وتعتقد المفوضية ان المغرب يواجه «ضغطاً شديداً ويبذل جهوداً ملموسة لمعالجة الهجرة غير الشرعية التي تراجعت وتيرتها عبر جزر الكناري الاسبانية». وتوصلت الأجهزة المغربية الى تفكيك بعض شبكات التهريب. لكن المفوضية تشكك، في الملاحظات التي عُرضت على البلدان الأعضاء، «في قدرة المغرب على توفير حماية فعلية لأولئك الذين ينشدونها». وتنسب تقارير الأيام الماضية الى القوات المغربية اطلاق الرصاص واصابة ما لا يقل عن 11 مهاجراً. وترى المفوضية الأوروبية انه «على رغم التشريعات الجاري تنفيذها ووجود ممثلين عن المفوضية العليا للاجئين، فإن تنفيذ (القوانين الانسانية) على أرض الواقع يظل معقداً وهناك غموض حول اجراءات البحث في طلبات اللجوء». وتتضامن المفوضية مع اسبانيا التي «تبذل ما في وسعها لتعزيز مراقبة الحدود الخارجية وتوفير المساعدات الانسانية للجرحى». وتعرض المفوضية، في إطار دعمها جهود المغرب، على البلدان الأوروبية تقديم مساعدات بقيمة 40 مليون يورو لنقل الخبرات وتعزيز آليات مراقبة الحدود الشرقية للمغرب مع الجزائر ورصد شبكات التهريب. وتنصح ايضاً بدفع المغرب والجزائر الى التعاون بينهما لمعالجة المشكلة العابرة للحدود، وتلاحظ انعدام الحوار والتعاون مع البلدان الافريقية التي يتحدر منها المهاجرون وهي السنغال ومالي والكاميرون وغانا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية وساحل العاج. وينتظر ان تجري المفوضية اتصالات رسمية مع الجزائر قبل نهاية العام حول مشاكل الهجرة غير الشرعية. وأصغت المفوضية لانتقادات الأوساط النيابية ومنظمات حقوق الانسان لأساليب التخلص من المهاجرين في عمق الصحراء المغربية، وأكدت في تقريرها الى وزراء الداخلية ان «معاناة وضياع 500 مهاجر، منهم عدد كبير من النساء والأطفال في الصحراء، أمر غير مقبول». وعقّب رئيس الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري على مأساة المهاجرين، خلال وجوده الأربعاء في بروكسيل، بأن «هؤلاء الشباب الذين نشاهدهم يحاولون تسلق الأسلاك الشائكة (حول سبتة ومليلية) ليسوا منحرفين أو قطاع طرق». وأضاف ان «المعالجة الأمنية لا تحل المشكلة». وتؤكد الأزمة، بحسب رأي المفوضية، «ضرورة مضاعفة الجهود الأوروبية في شكل عاجل من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية الوافدة من افريقيا صوب الاتحاد» والعمل مع كل البلدان لمواجهة «مشكلة أوروبية حقيقية» إذ ان كثيرين من المهاجرين الذين يدخلون اسبانيا لا يبقون فيها بل يعبرونها نحو باريس ولندن أو امستردام. وتدعو المفوضية البلدان الأعضاء الى صوغ طروحات منسجمة في الأمدين المتوسط والبعيد «تمكّن من التمييز بين طلب اللجوء والهجرة الاقتصادية» في شكل يوازي خطة دعم البلدان الافريقية. وستدرج مشكلة الهجرة، في غضون ذلك، ضمن القضايا ذات الأولوية في اجتماع القمة الأولى لبلدان مسيرة الشراكة الأوروبية - المتوسطية يومي 27 و28 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في برشلونة وكذلك في لقاء مجموعة «5 زائد 5» في غرب حوض البحر الأبيض المتوسط. وتزامنت المحادثات الأوروبية حول الهجرة غير الشرعية مع اجتماع مقرر منذ فترة طويلة عقدته المفوضية الأوروبية ومفوضية الاتحاد الافريقي الاربعاء في بروكسيل. وأعلن الجانب الأوروبي خطة زيادة المعونات الأوروبية الى اكثر من 20 مليون يورو في السنة بدءاً من السنة 2010. وتأتي الخطة في اطار المقررات الدولية لدعم افريقيا. وستنفق في شكل أساسي في تمويل مشاريع البنى التحتية.

نُشر هذا الخبر بتاريخ:

14.10.2005

:Notizia pubblicata in data

Invia quest'articolo		ارسل هذا الخبر
Il tuo indirizzo e-mail:		:عنوانك الالكتروني
Indirizzo e-mail del tuo amico:		:عنوان صديقك الالكتروني
(العناوين الالكترونية لا يتم تسجيلها من طرف عرب.إت) (Gli indirizzi non verranno memorizzati da arab.it)