|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
المغرب: جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال تقلق الأسر والجمعيات المختصة
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن جريدة الشرق الأوسط
الرباط: لطيفة العروسني
لا تكاد حوادث وجرائم الاستغلال والاعتداء الجنسي على الاطفال التي تعرفها من حين لاخر بعض المدن المغربية، ويتداولها الاعلام المرئي والمكتوب بكثير من الاهتمام والاثارة ايضا، قبل ان يطويها النسيان بعد ذلك، حتى يستفيق الشارع المغربي على جرائم اكثر بشاعة من سابقتها، بدليل ما حصل اخيرا في تارودانت (جنوب المغرب) حيث ظل السفاح عبد العالي حاضي يستدرج ضحاياه من الاطفال الى مكان سكناه ويمارس عليهم شذوذه الجنسي ثم يخنقهم. ولاخفاء معالم الجريمة يدفن الجثث بنفس المكان وينام مرتاح البال حتى بلغ عدد ضحاياه اكثر من ثمانية اطفال مند عام 2002، الى حين القاء القبض عليه. بعد ان عثرت الشرطة على رفات هؤلاء الاطفال مرمية في الشارع، في محاولته للتخلص منها ! واعادت هذه القضية التي حيرت رجال الامن المغربي مدة 18 يوما، قبل التوصل الى الجاني، الى الاذهان سيناريوهات اشهر جرائم اغتصاب الاطفال في المغرب، وبثت فيها الحياة من جديد. فظاهرة الاستغلال والاعتداء الجنسي على الاطفال التي يؤدي كثير منها الى ارتكاب جرائم قتل يذهب ضحيتها اطفال ابرياء دفعتهم الظروف القاسية الى التشرد في الشوارع او الخدمة في البيوت، ليصبحوا لقمة سائغة لذوي النزعات الجنسية الشاذة سواء برضاهم او تحت التهديد، بدأت تقلق الجمعيات المختصة، وتبث الفزع بين الاسر المغربية، التي اصبحت تخشى على ابنائها وبناتها من التعرض لمثل هذه الجرائم البشعة.
ونظرا لتزايد حجم هذه الظاهرة، نظم المرصد الوطني لحقوق الطفل الذي ترأسه الاميرة للا مريم شقيقة العاهل المغربي الملك محمد السادس، من 13 ديسمبر (كانون الاول) 2003 الى 14 يناير (كانون الثاني) المقبل، وللمرة الاولى في المغرب، حملة واسعة لمحاربة التحرش والاستغلال الجنسي ضد الاطفال .
وشملت هذه الحملة اعلانات تلفزيونية وملصقات ضخمة في الشوارع. ووضع المرصد رقما هاتفيا مجانيا لتشجيع الاسر والضحايا على التبليغ عن حالات الاعتداء الجنسي التي يتعرض لها الاطفال سواء من طرف الغرباء او الاقرباء.
وتشير اخر الاحصائيات التي امدنا بها المرصد، والخاصة بالفصل الاول من العام الحالي، الى ان 61.95 % من الحالات التي تم الابلاغ عنها، سواء عن طريق المكالمات الهاتفية او عن طريق الزيارة المباشرة للمرصد، تتعلق بالاعتداء الجنسي على الاطفال. و21.7% تتعلق بالاعتداء الجسدي و7.63% بالاهمال. و8.69% لطلب المساعدة. وان26% من هذه الحالات مصدرها العالم القروي .
وحسب نفس الاحصائيات، فقد سجل ارتفاع لعدد حالات الاعتداء الجنسي على الاطفال ما بين يناير ويونيو (حزيران) من العام الحالي. كما ان سوء معاملة الاطفال بغض النظر عن طبيعتها، تشمل الذكور بنسبة 46.37% والاناث بنسبة53.63 %. ويتلقى مركز الاستماع وحماية الاطفال 8832 مكالمة هاتفية شهريا، في المتوسط، من مختلف المدن والمناطق المغربية، 95 % منها مكالمات يرفض اصحابها الكشف عن هوياتهم.
وتبقى هذه الاحصائيات غير دقيقة نظرا للتكتم الذي يحيط بالظاهرة من طرف الضحايا والاسر معا .بيد ان المرصد لاحظ ارتفاع نسبة التبليغ عن حالات الاعتداء الجنسي على الاطفال مع انطلاق حملة التوعية. ومن اهم اسباب انتشار الظاهرة: التفكك الاسري والطلاق وتشرد الاطفال في الشوارع.
وتشير الاحصائيات الى ان الظاهرة تكثر في المدن الساحلية والسياحية مثل الدار البيضاء وطنجة والصويرة واغادير ومراكش، حيث يوجد ما يعرف بـ«السياحة الجنسية».
وما زال الرأي العام المغربي يتذكر قضية الطفلة لبنى الحجوي، 9 سنوات، التي تعرضت لعملية اغتصاب وحشية في مدينة وجدة (شرق المغرب) قبل عامين، من طرف شخص يبلغ من العمر 45 عاما، حيث استدرج الطفلة الصغيرة الى النزل الذي كان يقيم فيه فهتك عرضها ومارس مختلف اشكال التعذيب الوحشي عليها، قبل ان تفارق الحياة، وعثر عليها جثة مشوهة. وحكم على الجاني بالاعدام. لكن الحكم لم يشف غليل الاسرة المكلومة. وبنفس الاهتمام الاعلامي، تابع الشارع المغربي قبل ثلاث سنوات قضية مشابهة بطلها فرنسي يدير مدرستين للتعليم احداهما في الرباط، اسمه دانيال اندري جون، 51 عاما، كان يقيم في فيلا في احد الاحياء الراقية في الرباط اتخذها مكانا لممارسة شذوذه الجنسي على الاطفال المشردين في الشوارع الذين تتراوح اعمارهم ما بين 12 و16 عاما، حيث كان يقنعهم بمرافقته الى مسكنه ويعتدي عليهم مقابل مبلغ مالي قدره 10 دولارات، مستغلا حالة الفقر والعوز التي يعيشونها. وحكم عليه بالسجن مدة عشر سنوات.
وكانت هذه القضية قد خلفت صدمة قوية لدى الاسر المغربية خصوصا ان الجاني مفترض فيه انه «يسهر» على تربية وتعليم الاطفال ! يذكر ان المغرب كان قد استضاف قبل ثلاث سنوات، الملتقى العربي الافريقي ضد الاستغلال الجنسي للاطفال. وختم المؤتمر اعماله باصدار بيان تضمن عددا من التوصيات التي تحث حكومات دول الشرق الاوسط وافريقيا التي شاركت في الملتقى، على تفعيل الاليات القانونية والالتزام بالمعاهدات الدولية التي تنص على حماية الاطفال من جميع اشكال الاستغلال الجنسي. وأوصى بمواءمة نصوص القوانين الوطنية وفق مقتضيات الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل والسهر على تطبيقها، واعتماد قوانين تستهدف حماية الاطفال ضد كافة اشكال الاستغلال كالسياحة الجنسية، واحداث مراصد وطنية واقليمية في مجال محاربة الاستغلال الجنسي للاطفال وتنظيم حملات اعلامية وتربوية حول الموضوع باشراك المفكرين والاسر والشباب وتخصيص موارد بشرية ومالية لدعم برامج محاربة الاستغلال الجنسي للاطفال وتنظيم دراسات وبحوث حول هذه الظاهرة واشراك الاطفال في التعرف على هذه الآفة، الى جانب وضع بنيات لاعادة تأهيل الاطفال الذين تعرضوا للاستغلال الجنسي.
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
11.10.2004 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|