الفساد منهج حياة

عن جريدة القدس العربي

منظمة الشفافية الدولية جهزت جدولا يحتوي علي قائمة الدول مرتبة حسب درجة الفساد، وعلي رأس القائمة كندا وبريطانيا اقل الدول فسادا، وفي آخر القائمة تجد الباكستان ونيجيريا اكثرها فسادا. ووجدوا ان في نيجيريا اذا توقف دفع الرشاوي تنشل الحركة والخدمات في البلد لان كل موظف صغير وكبير يتوقع رشوة ليؤدي ابسط الخدمات. علينا ان لا نفرح فالدول العربية تأتي قبل الاخيرة واسوأ الحالات تجدها في الدول الثورية شفهيا مثل ليبيا والسودان وحتي السلطة الفلسطينية التي يفترض ان تكون مشغولة بفضح ممارسات الاحتلال والاستيطان والجدار تجدها غارقـــــة حتي الاذنين في مســـتنقع الفساد واثراء المنتفعين والمحاصرين في رام الله وغزة. الشركات التي تعمل في افريقيا، اسيا والشرق الاوسط تجد نفسها عرضة للابتزاز لكي تحصل علي الموافقة للحصول علي رخصة لتأسيس مصنع أو فرع أو مكتب. لم يقتصر الفساد علي الدول الديكتاتورية بل ان الاتحاد الاوروبي يعاني من عمليات احتيال منظمة من قبل اللوبي الزراعي خاصة في ايطاليا حيث المافيا تحلب مئات الملايين من اليورو كدعم زراعي يذهب لجيوب عصابات منظمة وتستغل ثغرات في القانون لابتزاز مبالغ خيالية من صندوق الدعم وكل محاولات سد الثغرات وتشديد المراقبة والمحاسبة خلال العشرين عاما الماضية باءت بالفشل. اما فيما يتعلق بقضية النفط مقابل الغذاء في العراق التي تحقق فيها الامم المتحدة والتي تدرس اتهامات فساد علي نطاق واسع، وبالسيد بول فولكر الذي عين من قبل كوفي عنان للتحقيق، فإنه يعتقد ان هناك مئات العقود النفطية التي ستخضع للتحقيق. ولكن هل الفساد يقتصر علي العراق ام انه ظاهرة دولية وعالمية وعربية ايضا؟ فساد صدام اصبح تاريخا الآن ولكن الكثير من الفاسدين ما زالوا غاطسين في بحر الفساد وهم يسبحون ويترعرعون فيه دون قيد او حساب. الفساد في العالم العربي هو منهج حياة واسلوب روتيني للاثراء الذاتي من قبل فئات قريبة من الحاكم والرئيس وحتي الثوري منهم اكثر فسادا من الملكي المحافظ. والثوري الجمهوري تحول بقدرة قادر الي نظام وراثي فاسد يتبع استراتيجية الانبطاح لامريكا للبقاء في الحكم. نهاد اسماعيل لندن

نُشر هذا الخبر بتاريخ:

12.10.2004

:Notizia pubblicata in data

Invia quest'articolo		ارسل هذا الخبر
Il tuo indirizzo e-mail:		:عنوانك الالكتروني
Indirizzo e-mail del tuo amico:		:عنوان صديقك الالكتروني
(العناوين الالكترونية لا يتم تسجيلها من طرف عرب.إت) (Gli indirizzi non verranno memorizzati da arab.it)