|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
إيطاليا: يونس توفيق مرشّح وسط اليسار بالمجلس البلدي بطورينو
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
موقع عرب.إت
يونس توفيق
لم يكن ذالك الخبر الذي طلعت علينا به وسائل الإعلام في يوم فاتح أبريل أكذوبة أبريل البريئة بل كان عين الحقيقة: خبر إختيار الأستاذ يونس توفيق كمرشّح للإنتخابات البلدية بمدينة طورينو يرأس اللّائحة المدنية تحت لواء وسط اليسار. و كان المعني بالأمر آخر من يعلم بهذا إذ وقع الإختيار عليه من طرف عمدة طورينو شخصياً كامبّارينو لأنّه و على حدّ تعبيره" شخصية تتضمّن عبر تاريخه الشّخصي رسالة قوّية لما ستكون عليه طورينو المستقبل و لأنّه مسلم التزم بالحوار الثّقافي بين الدّيانات و كان ومازال مع اندماج المهاجرين و الأمن و له السّمات الضّرورية لتمثيل مدينة متفتّحة و متعدّدة الجنسيات". و فعلاً فقد كانت مفاجأة للجميع و ما أن ذاع النّبأ السّعيد حتّى تقاطرت العشرات من التّهاني على الأديب يونس توفيق من لدن المتعاطفين معه مهاجرين و إيطاليين. و قد زاد الأمر تشويقا و استغراباً و استهجاناًً ما أوردته وكالات الأخبار في اليوم التّالي من أنّ حزب المارغريتا قد عارض فكرة قيادة يونس اللّائحة المدنية لأنّه مسلم و هذا حسب رأيهم سيدفع بالنّاخبين الكاثوليكيين إلى عدم التّصويت لصالح تيار وسط اليسار ممّا أثار سخط القوى الحيّة في طورينو من مهاجرين و إيطاليين على الصّعيد المحلّي و الوطني. و حظي الموضوع بالصّدارة و قد نقل الخبر السّخين هذا في الصّفحة الأولى لجريدة مغربية تصدر بالدّار البيضاء و في صفحتها الأولى مشيرة باستياء إلى "أنّ المغرب بلد الديموقراطية الفتية ليس له عقدة في هذا الشّأن إذ يتمتّع اليهود مثلاً بحقوقهم التامّة كمغاربة بغضّ النّظر عن الدّيانة و لا أدلّ على ذالك مستشار صاحب الجلالة و عمدة الصّويرة و وزير في إحدى الحكومات السّابقة." و انتهى الإشكال بحلّ يرضي الجميع باختيار شخصية أخرى محايدة و احتفظ الكاتب يونس توفيق بورقة تأهيله إلى خوض معركة الإنتخابات البلدية ليكون مرجعية للجالية العربية ولجميع المهاجرين والمستضعفين و مهضومي الحقوق.
و الحقّ يقال، و من اللّازم التّذكير في هذا المقام فالرّجل نعم الرّجل جدير بالثّقة و يستحقّ تأييد الجميع لكونه بما أسداه من كبير الخدمات في الميدان الثّقافي و الإجتماعي بالإضافة إلى أعماله الأدبية القيّمة يرمز إلى الشّيء الكثير و يأتي ترشيحه ليكتسي طابعاً مميّزاً يشكّل مؤشّراً له أكثر من دلالة متألّقة معلنة عن تدشين عهد جديد في حياتنا التي شابها ما شابها من ركود و تسيّب أساء حقّاً إلى صورتنا الحضارية. و يعتبر يونس توفيق العراقي الأصل ذو الجنسية الإيطالية صديق حميم للجالية المغربية بحكم تعامله النّزيه مع كاقّة فعّالياتها و بحكم زواجه من مغربية و هو يتكلّم الدّارجة المغربية بطلاقة و يزور المغرب كلّ سنة و تربطه علاقات مودّة و صداقة متميّزة مع المثقّفين المغاربة بإيطاليا و المغرب علاوة على أنّه يتمتّع على الإطلاق باحترام الجميع.
بطاقة تعريف
هو يونس توفيق إبن العراق الشّقيق، من مواليد سنة 1957 بالموصل حيث أنهى فيها دراسته الثّانوية. كان من الشّعراء الشّباب المعروفين على المستوى الوطني إذ فاز بالجائزة الأولى في مسابقة شعر الشّباب التي تسلّمها من الرّّئيس الرّاحل أحمد حسن البكر و كان هذا قبيل سفره إلى إيطاليا لإكمال دراسته الجامعية. و منذ أن وصل إلى مدينة طورينو سنة 1979 و هو يعمل بدأب في مجال الصّحافة و التّرجمة و الكتابة الأدبية مع الإلتزام بقضايا الهجرة و المهاجرين. و قد استمرّ في مراسلة الصّحف و المجلاّت العراقية منذ عام 1982 إلى 1988 حيث نشر العديد من المقالات و القصائد. و احتجاجاً على سياسة النّظام آنئذ توقّف عن النّشر في الصّحف العراقية و تبلور موقفه إلى معارض. و تخرّج من جامعة طورينو قسم الآداب عام 1986 بدرجة جيّد جدّاً و تابع تخصّصه في الأدب المقارن. شرع في التّدريس في بعض المدارس و الجامعلت الخاصّة منذ سنى 1987 و هو يشغل حالياً منصب أستاذ اللّغة و الأدب العربي في جامعة جنوة. يكتب في الصّحف الإيطالية التّالية: لاستامبّا و
الميسّاجيرو و الجورنال. أسّس في قلب طورينو منبراً للثّقافة العربية " المركز الثّقافي العربي- دار الحكمة الذي يعتبر بحقّ ملتقى المثقّفين و الأدباء و المهتمّين بالمجتمع المدني المتعدّد الجنسيات.
نشر العديد من الأعمال الأدبية التّراثية التي ترجمها إلى الإيطالية مثل مؤلّفات الجاحظ و الإمام الغزالي و الصّوفي الكبير إبن عربي و جبران خليل جبران كما نشر ديوان شعر بالعربية و الإيطالية بعنوان "حضور السيّدة البابلية" و آخر ً القمر بين اليدين" و كتاباً لتعليم اللّغة العربية للأجانب يحمل عنوان "السّلام عليكم" و كتاباً عن الإسلام ترجم إلى العديد من اللّغات الأوروبية بالإضافة إلى عدد لا يستهان به في مجالات الأدب المقارن و الشّعر الصّوفي. و قد أصدرت له إحدى كبريات دور النّشر الإيطالية "بّومبياني"رواية " الغريبة " و التي حازت على ستّة جوائز أدبية من أهمّها جائزة " كرينزاني كافور" سنة 2000 و لاقت إقبالاً جماهيرياً. و بطلتها مغربية. يقول يونس توفيق: " الجديد في الرّواية هو أنّها مكتوبة بالإيطالية و ذالك لسباب بديهية عديدة. فكتابتي للرّواية الإيطالية يعتبر عملية إثبات وجود و تحدّي و إعطاء الدّليل على أنّ الكاتب المهاجر يمكن أن يبدع حتّى و إن استخدم لغة غير لغته الأمّ و أنّه من الممكن أن يخلق عملاً أدبياً بلغة مكتسبة. و توظيفي للشّعر في هذه الرّواية منحها بعداً جديداً للأحداث بحيث أنّه حينما يتأزّم الحدث و يصل إل الذّروة يتفجّر شعراً لكون الشّعر أصدق و أكثر تأثيراً و خرقاً للمشاعر من النّثر القصصي. لقد جعلت من الشّعر جسراً زمنياً للعبور من الحاضر نحو الماضي و العكس صحيح. و بهذا استدعيت صيغاً بنائية فنّية من عمق أدبنا العربي الغني.
و إذا كانت رواية "الغريبة" قد طغت بشهرتها على باقي أعمال يونس الأدبية فلابدّ من ذكر رواية "مدينة إرم" التي تدور أحداثها بمدينة الصّويرة المغربية و إن دلّ هذا على شيء فإنّه يدلّ بالملموس على تعلّق كاتبنا بالمغرب و حبّه للمغاربة. و ستصدر لأبي ريمة رواية جديدة "اللّاجئ" هذا الشّهر عن دار بّومبياني و سيقدّمها رسمياً خلال المعرض الدّولي للكتاب الذي سيقام كالمعتاد كلّ سنة في بداية مايو بعاصمة "فياط" طورينو. و عن سؤال يتعلّق بانتماءاته الأدبية يجيبنا: " أنا لا أحبّ الإلتزام بمدرسة معيّنة أو بتيار معيّن. كنت أبحث عن صيغة خاصّة بي، صيغة تمكّنني من التفتّح و التوسّع و العبث بدون حدود و قيود مدرسة معيّنة فغلّبت عنصر الفطرة و دونما شكّ فهي ذي الكتابة بالفطرة كما أردتها أنا. و لا أعتقد أنّ هناك أكثر من أدب بل هناك صيغ أدبية مختلقة تتحكّم فيها الظّروف و البيئات. فالأديب العراقي في الخارج يعاني من الغربة و البعد عن الوطن و لكن لا ينقصه شيء بالمقارنة مع أديب الدّاخل الذي يعاني من الحصار و القهر. إذن فالإبداع الأدبي لابدّ و أن يتأثّر بهذه الظّروف و يعكسها و ليس المهمّ هنا التّصنيق إنّما المهمّ في كلّ هذا هو التّواصل و الإمتداد بين الدّاخل و الخارج من أجل خلق عما إبداعي فييد و ذو خصوصية."
و يونس توفيق الذي يتألّم لما يعانيه وطنه العراق من احتلال غاشم و من تمزّق مؤلم يتمنّى أن تعود البسمة الجميلة لأطفال العراق و يعود الماء الصّافي الرّقراق لدجلة و الفرات و تنعم بغداد دار الشّلام بالسّلام.
موعد مع التّاريخ
لقد استجاب يونس توفيق لدعوة العمدة كامبّارينو و كان على موعد مع التّاريخ بيد أنّ السّاحة السّياسية الطّورينية لا تخلو من غرابة و من مفارقات فهذا "صديقه" من لبنان يدعى فرانكو طراد سينافسه تحت ألوان "الرّابطة الوطنية" و في هذا الصّدد علّق أحد الإخوة المصريين: " ماذا يا ترى سيفعل و عمّا ماذا سيدافع هذا الشّخص و حزبه يرفض حقّ التّصويت لمهاجري طورينو و دائماً مجنّد ضدّ مصالحهم بل مشهور بعدائه لطورينو المتعدّدة الجنسيات؟ كيف و على ماذا سيؤسّس وعوده الإنتخابية؟ و هذه أقصى درجات الإنتهازية و الوصوالية!" غير أنّ الأمل معقود على الأستاذ يونس توفيق في الفوز السّاحق و يرى المراقبون و العارفون بخبايا السّاحة أنّ الجواد العراقي الأصيل صديق المغرب و المغاربة سيفوز و يلج عالم السّياسة فائزاً من بابه الواسع بعد الفوز الأدبي الرّائع و ذالك بفضل الشّعبية الهائلة التي يتمتّع بها بين المهاجرين و الإيطاليين و لا أحد يخامره الشكّ في الفوز لأنّه لا أحد سواه قادر على تحمّل المسؤولية تدعّمه الثّقافة العميقة و الرّزانة ومعرفته بدهاليز البلدية، و قدماً قال شاعرنا أبو فراس الحمداني و الحمداني لقب ثاني ليونس توفيق : " و في اللّيلة الظّلماء يفتقد البدر!"
طورينو – محمّد لمسوني
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
24.04.2006 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|