طورينو: حملة إنتخابية أم حملة صليبية؟

عرب.إت

يبدو أنّ أصحاب وسط اليمين بعدما اتّفقوا ألاّ يتّفقوا طيلة الأشهر السّابقة المليئة بالجعجعة بلا طحين و التي اكتستها طابع الصّراعات المذهبية و الحزبية و الشّخصية حول اختيار منافس للعمدة الحالي لطورينو كامبّارينو حامل شعلة اليسار قد استقرّ رأيهم على إسم واحد يمثّلهم طرّاً و أجمعوا بقدرة قادر بعد التدخّل الصّارم لروما في هذا الشّأن على إسم المنقذ بوتيليوني الوزير السّابق في حكومة برلوسكوني. و هكذا ما أن أعلن على الملأ عن اسمه حتّى بادر قولاً و فعلاً على إشهار سيف العقيدة و نادى على كاثوليكيي طورينو بالتّصويت لصالح فريقه مؤكّداً على القيم المسيحية و...و...ممّا دفع بجريدة "لاستامبّا" في يوم الأربعاء 26 أبريل بعنونة مقال لها: "بوتيليوني يذهب إلى الحروب الصّليبية!" و لا غرابة في هذا، فبالأمس القريب جنّد الفارس برلسكوني كلّ طاقاته في حملته الانتخابية لجلب الأصوات باسم "القيم المسيحية" و "الهوية الإيطالية" و...و...وأتت الرّياح بما لم تشتهيه سفن اليمين. و سيكون مآل بوتيليوني الفشل الذر يع لكون وسط اليسار ما هم سوى مسيحيين كاثوليكيين مثله، و لا أحد يزعم أو يؤكّد أنّهم الشيوعيون الملحدون آكلو لحم البشر الخ...الخ...! و لا غرابة أيضاً، فإيطاليا العلمانية التي تزخر إداراتها بالصّلبان و تكتظّ أراضيها بالكنائس و يتدخّل الفاتيكان في سياسة حكومتها بل يوجّهها و يباركها لا يمكن إلاّ أن تكون كذالك و لا مجال للاستغراب! لكن و أن يتعلّق الأمر بعراقي مسلم يقود اللّائحة المدنية و حتّى تحت لواء اليسار "المتفتّح" فهاهي المارغريتا الكاثوليكية تشهر صليبها الذّهبي و تعارض شخصاً يجاهر بعلمانيته و لا يحمل هلالاً من ورق و لا من فضّة. و مهما يكن من أمر، فهذا يدخل في باب "حلال علينا و حرام عليهم". و لقد تعوّد المهاجرون و العرب و المسلمون على هذه الترّهات، و أصبحت الحكاية من قبيل لعبة الألاعيب في الديمقراطية الغربية. و لماذا لا فمنطق الأقوى هو الصّحيح و لعبة القوّة هي العادلة في سائر أقطار المعمور. و هاهي "الأصولية المسيحية" تكشف عن عورتها و يبقى الآخر (طبعاً نحن العرب و المسلمون) هو "الأصوليً و "المتطرّف" و "المتعصّب"! و بعد، فهل يحتاج النّهار إلى دليل؟ سبحانك ياربّ! و في خلقك شؤون!... طورينو – محمّد لمسوني Torino – Mohammed Lamsuni

نُشر هذا الخبر بتاريخ:

29.04.2006

:Notizia pubblicata in data

Invia quest'articolo		ارسل هذا الخبر
Il tuo indirizzo e-mail:		:عنوانك الالكتروني
Indirizzo e-mail del tuo amico:		:عنوان صديقك الالكتروني
(العناوين الالكترونية لا يتم تسجيلها من طرف عرب.إت) (Gli indirizzi non verranno memorizzati da arab.it)