Home | Arte e Cultura | Immigrazione | Islam | Notizie | Cucina | Aziende | Giustizia | Suggerimenti | Note Legali | E - Mail

 
 

  Archivio - أرشيف

 

Libri che Vi consigliamo di leggere . . .

Vignette . . . per non piangere !!!

Favole dal mondo arabo.

Conversione date:  Gregoriana <=> Islamica

حلال علينا و حرام عليهم

 

Il Sacro Corano

La Cucina Araba

Conoscere l'Islam ed i musulmani

La lingua araba

«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت


عرب.إت

هي في الحقيقة ليست بالنّظرية الجديدة في حقل السّياسة و العلوم السّياسية بل تعتبر كالبغاء (أقدم مهنة في العالم) أقدم نظرية منطقية إنسانية في التّاريخ. و بالإمكان تصنيفها داخل باب منطق القوّة بمعنى أنّ الإنسان الأوّل الذي خوّل لنفسه مكتسباً بالقوّة الجسمانية أو السّلاح أو عن طريق العصبية القبلية حلّل على نفسه ذالك المكتسب و حرّمه على الآخرين و سوّغ ذالك بمبرّرات منطقية تجيز له حقّ التصرّف تارة باسم السّحر أو باسم الدّين و تارة باسم العقل و الفلسفة. و بطبيعة الحال يندرج كلّ شيء في إطار مرجعيته الفكرية المبنية على القوّة و القهر. و هذه كانت وما زالت سنّة الحياة!
ففي نهاية القرن الثّامن عشر ظهرت للوجود الأفكار القومية في أوروبّا (من بينها إيطاليا التي توحّدت على أنقاض دويلات صغيرة) بموازاة تصاعد شهيّة الإستعمار الغربي و تصميمه على تقطيع أوصال الدّولة العثمانية الشّاسعة الأطراف (الرّجل المريض!) و تقسيمها بين الدّول العظمى آنذاك بالإضافة إلى إستعمار دول أخرى من إيفرقيا و آسيا، و بلغ الفكر القومي أوجه بإعلان وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود و قيام دولة تركيا العلمانية. و لم يكن غريباً بتاتاً أن تتسرّب تلك الأفكار إلى العالم العربي عن طريق مثقّفين احتكّوا بالغرب الذي كان النّموذج يحتذى به في مجال الدّيموقراطية و التقدّم الإقتصادي و الإجتماعي. و كانت النّاصرية و "صوت العرب" و المدّ القومي العربي الكاسح الذي لا ينكر فضله إلاّ الذين في قلوبهم مرض من العرب و المسلمين. و رأى الغرب في هذا تعصّباً و شوفينية و تطرّفاً و نعلم ما لاقته هذه الظّاهرة من مقاومة عنيفة أدّت فيها الأمّة العربية ثمناً فادحاً (حروب 1948 و 1956 و 1967 و 1973) و إلى بعثيي صدّام و سوريا الحالية المهدّدة بدياجير القصف الشّرعي المركّز. و من هنا ترعرع في الفكر الغربي ما يمكن أن نسمّيه الآن فصاعداً و بكلّ صراحة نظرية: " حلال علينا و حرام عليهم".

فأن يتوحّدوا هم على غرار الإتّحاد الإوروبّي و يسكّون لهم عملة واحدة و يتعاونون متّخذين المواقف و القرارات الموحّدة التي تهمّ مصيرهم بل مصير البشرية جمعاء فهذا حلال و لكن أن يتّحد العرب أو المسلمون أو حتّى دول المغرب العربي فالأمر خطير جدّاً و ينبغي حظره و ردعه بكلّ وسيلة أي أنّ المسألة دخلت باب الحرام و علينا بالعودة سالمين إلى الخيام.
و لمّا قامت الثّورة الخمينية سنة 1979 و تأسّست على أعقابها الجمهورية الإسلامية بإيران قامت قيامة الغرب و اشمئزّوا من دولة توطّد دعائمها على قواعد دينية غير أنّهم لم يحرّكوا ساكناً حينما أنشأ اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين سنة 1948 و سمّوه إسرائيل. و أن تمتلك هذه الأخيرة مع دول أخرى السّلاح النّووي و أسلحة الدّمار الشّامل فهذا من صلب الحلال و لكن أن تمتلكه العراق أو إيران أو أيّة دولة عربية أو إسلامية فهذا هو الحرام بعينه و ينبغي أن نشنّ الحرب عليهم و نخرّب بيوتهم و نستحي نساءهم و نصدّر لهم "الدّيموقراطية" على رؤوس الدبّابات و الصّواريخ.

عابوا على العرب و المسلمين غياب الدّيموقراطية و حقوق الإنسان و الإنتخابات الحرّة النّزيهة و في كلّ آونة و حين كانوا يرفعون عقيرتهم بأنّ إسرائيل دولة ديموقراطية على العرب السّير على منوالها و هبّ الشّعب الفلسطيني إلى صناديق الإقتراع و صوّتوا بكلّ حرّية أمام العالم أجمع على "حماس" غير أنّ الغرب لم تعجبهم الدّيموقراطية هذه لكونها في هذه الحالة حرام و في هذه الحالة الأجدر بالفلسطينيين دكتاتور يساوم و لا يقاوم تحت راية الجوع و الخنوع.

إنّها مواقف ظاهرة للعيان و داخلة في سياق شفّاف تنمّ عن استعلاء فكري تفرضه سلطة الإستعمار الذي هو أعلى مراحل الرّأسمالية. و بعبارة أوضح: منطق السّوق هو السّائد. ففي بداية الإستقلال المغربي، شاءت حكومة عبد اللّه إبراهيم التقدّمية إنشاء صناعة ثقيلة غير انّ فرنسا رفضت المشروع بقوّة (الإستعمار الجديد). فإذا قام المغرب بذالك فلمن تبيع فرنسا بضائعها؟ و بالأمس وصف الإستعمار الفرنسي بطل التّحرير المغربي محمّد الخامس بالإرهابي و كانت المقاومة الجزائرية "إرهابية". و هاهو التّاريخ يعيد نفسه على نفس الوتيرة و تعود حليمة إلى عادتها القديمة. حرام تحديد أسعار الفوسفاط و البترول و القهوة أمّا أن يبيعوا لك أسلحتهم و آلاتهم بالأثمنة الخيالية التي يريدون فنعم الحلال! إنّ ما نخشاه هو أن تتغلغل هذه النّظرية في أنفسنا و نحن الذين تغرينا و تغرّنا الأفكار الغربية "العظيمة و المتقدّمة" و نطبّقها في بلداننا و على بعضنا بل إنّها تفشّت فينا و أصبح بعضنا يمارسها و يوظّفها سياسياً: يكفّرون و يهمّشون و يتسلّقون الأمجاد باسم نظرية الحلال و الحرام هذه و تناسوا "لا إكراه في الدّين" و نحن أمّة وسط" و حصّلوا على العلم حتّى و لو في الصّين" و " خلقتم سواسية كأسنان المشط" و "اللّه غفور رحيم و عليم بما في الصّدور" الخ... و ماذا بعد؟
فمنذ أكثر من أربعة عشر قرناً و بالضّبط منذ العصر الجاهلي و لسان حالنا الفصيح المليح يقول و لا حرج "لو أنّ الفتى حجر!"... و ماذا و نحن من لحم ودم، و ليس لنا سوى الشّعر و البلاغة في ساحة الوغى!؟؟

اللّهمّ ارحم!..و ارحم!...فلقد بلغ السكّين العظم!


طورينو – محمّد لمسوني Torino – Mohammed Lamsuni



نُشر هذا الخبر بتاريخ:
01.05.2006
:Notizia pubblicata in data



Invia quest'articolo
ارسل هذا الخبر
Il tuo indirizzo e-mail:
:عنوانك الالكتروني
Indirizzo e-mail del tuo amico: :عنوان صديقك الالكتروني
(العناوين الالكترونية لا يتم تسجيلها من طرف عرب.إت)
(Gli indirizzi non verranno memorizzati da arab.it)

:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع ::
2006 © عرب.إت
Archivio - أرشيف
 
Home

 
 

Home | Arte e Cultura | Immigrazione | Islam | Notizie | Cucina | Aziende | Giustizia | Suggerimenti | Note Legali | E - Mail


 
info@arab.it
Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350