|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
إيطالية منقبة تثير جدلا سياسيا بعد تغريمها
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن جريدة الشرق الأوسط
دريزو (إيطاليا):
إيان فيشر* القضايا التي تشغل هذه البلدة الايطالية الصغيرة، تتعلق بملابس النساء، وقد استدعى الأمر تدخل مصمم الأزياء العالمي جيورجيو أرماني الذي قال إن رأيه أن المرأة يجب ان ترتدي ما يعجبها، حتى لو كان ذلك نقابا يخفى وجهها تماما.
وقال أرماني في بيان أصدره أواخر الشهر الماضي: «الأمر يتعلق باحترام عقائد وثقافات الآخرين. نحن في حاجة إلى التعايش مع هذه الأفكار».
وكان أرماني يتحدث مدافعا عن سابرينا فاروني، وهي امرأة مسلمة من هذه البلدة الصغيرة بالقرب من الحدود السويسرية، بعد أن فرضت عليها غرامة تصل إلى مائة دولار لظهورها مرتين في أماكن عامة تردي نقابا يغطي وجهها بالكامل. وقد أثار العقاب الذي تعرضت اعجاب البعض وغضب الآخرين.
وكانت وجهة نظر أرماني هي واحدة من الأسئلة التي تواجه معظم أوروبا حول العلاقة غير المريحة مع الإسلام.
فقضية سابرينا ليست بسيطة حول الحرية الدينية، فبلدة دريزو، التي لا يزيد عدد سكانها عن 1800 شخص، تقع تحت سيطرة رابطة الشمال، وهي حزب سياسي يشارك في تحالف سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا، ويدافع عن انفصال شمال ايطاليا والسيطرة على المهاجرين. وينظر البعض إلى هذه القضية على اعتبار أنها صدام بين آيديولوجيتين: الاسلام في مواجهة الخوف الايطالي من الأجانب.
ولتعميق وجهة النظر تلك، فرض عمدة البلدة كريستيان توليتين الغرامة بناء على قانون صادر في عام 1931 خلال العهد الفاشي يمنع ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة. وعلمت الصحافة الايطالية بالموضوع عندما زارت صحافية من صحيفة «اليورنو» التي تصدر في ميلان، دريزو الشهر الماضي وهي منقبة تماما وفرضت عليها غرامة هي الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن سابرينا فاروني، 34 عاما، وهي أم لأربعة أطفال، واحدة من آلاف المسلمين الذين هاجروا بطريقة قانونية إلى ايطاليا في السنوات الأخيرة سعيا وراء حياة أفضل، أو من بين آلاف الذين يصلون الى ايطاليا بطريقة غيار قانونية، فهي إيطالية الأصل، نشأت في دريزو ومتزوجة من تونسي منذ أكثر من عشر سنوات، واعتنقت الاسلام. وفي اواخر الشهر الماضي، كتبت رسالة غاضبة للرئيس الايطالي كارلو ازليو كيامبي تشتكي فيها من التهديدات التي تتعرض لها هي وأسرتها وتطلب منه المساعدة. وقالت انها تخشى من تعرضها للعنف بسبب هذه الدعاية غير المطلوبة. «فلم أحاول أبدا إقناع الآخرين بعقيدتي الدينية، أو استخدام النقاب لإاثارة. ما الضرر الذي أفعله أو تسببت فيه، فلم اضع قناعا. أنا ببساطة أضع النقاب الذي يلزمني به ديني».
وقد ترددت وجهات نظر مماثلة من طالبات في فرنسا وألمانيا وتركيا، التي تقيد ارتداء غطاء الرأس في المدارس.
والمشكلة في دريزو، التي تعيش فيها مجموعة قليلة من المهاجرين المسلمين، بدأت قبل عامين، عندما ظهرت سابرينا فاروني في بلدية البلدة تردي النقاب. وفي مقابلة عن طريق الهاتف، قالت انها بدأت في ارتداء النقاب، قبل خمس سنوات: «ارتدي النقاب لأن التشريع يلزمني بذلك».
غير ان عمدة البلدة ينظر الى الامور بطريقة مختلفة، فقد ذكر تولتيني، الذي كان نائب العمدة آنذاك: «لقد ذهلت، فلدينا العديد من المسلمين الذين يعيشون هنا، ولا يلبسون مثل ذلك».
ولم يحدث شيء حتى شهر يوليو (تموز) من العام الحالي، عندما ذهبت الى بلدية البلدة مرة أخرى، وكان تولتيني الذي أصبح عمدة للبلدة. وأوضح «ان سلطاتي وواجبي يلزمني بالتأكد من شخصيتها. وقد رفضت».
والقوانين التي يشير اليها تولتيني مثار نزاع، فيوجد قانونان في ايطاليا لم يتوقع أي منهما قضية الرداء الاسلامي: واحد يرجع الى عام 1931 خلال عهد موسوليني، والآخر سُن في عام 1975 بسبب الخوف من نشاطات الألوية الحمراء، الذي منع بمقتضاه إخفاء الشخص لهويته.
وفي 17 سبتمبر (أيلول) الماضي ذهبت فاروني لاحضار أولادها من المدرسة. واصدر الشرطي الوحيد في البلدة غرامتين عليها قيمتهما 40 يورو طبقت للقانون الوطني القديم. وفي اليوم الثاني ذهبت الى بلدية البلدة مرة أخرى وهي ترتدي النقاب، وغرمت قيمتها 40 يورو أيضا.
وقالت سيرنا سوفيتا محاميتها ان الغرامتين عبارة عن انتقام شخصي ضد موكلتها، ومثال على معارضة رابطة الشمال للمهاجرين الاجانب.
ونفى تولتيني ذلك وأكد انه لا ينتمي الى الجناح الرجعي في الحزب. المسألة بالنسبة له بسيطة وأساسية: لا يوجد شخص فوق القانون، والسماح للناس بإخفاء هويتهم، حتى لأسباب دينية، هو تهديد للأمن العام، ولا سيما في الوقت الذي تنتشر فيه الهجمات الارهابية.
وفي الاسابيع القليلة الماضية اثارت القضية جدلا واسعا في ايطاليا. فقد أيدت الجماعات المتشددة في البرلمان تولتيني لتمسكه بتنفيذ القانون، واقترح سيارينو مونتي وهو نائب من رابطة الشمال، غرامة أكبر بكثير: خمسة آلاف دولار والسجن لفترة تصل الى 6 اشهر للناس الذين يغطون وجوههم في الأماكن العامة.
وفي الوقت ذاته دانت المعارضة ما وصفته بالمبالغة في تطبيق القانون بطريقة، وانه رسالة تشير الى عدم التسامح تجاه الاسلام والأجانب.
ومن ناحية أخرى ذكرت جمعية النساء المسلمات التي تضم حوالي 600 امرأة مسلمة في ايطاليا ان الاسلام لا يتطلب تغطية الوجه بأكمله ويجب على سابرينا فاروني التفكير بشكل اقل تشددا من الحجاب.
* خدمة «نيويورك تايمز»
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
18.10.2004 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|