|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
المغاربة في الخارج: بين يد عاملة... ومواقع القرار
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن جريدة العلم المغربية
المهاجرون المغاربة في الخارج، الذين يصل تعدادهم إلى ما يقارب أو يفوق قليلا 3 ملايين نسمة، ليسوا عمالة رخيصة، كما كان عليه الشأن في الماضي، عندما كانت أروبا أساسا، في حاجة إلى سواعد قوية، ولو غير مؤهلة، لبناء نفسها، فعملت العديد من دولها على اللجوء إلى مستعمراتها القديمة لاستقدام هذه السواعد، مع ما رافق ذلك من إغراءات بحياة أفضل، خاصة أنها تركت تلك المستعمرات، وقد استنزفتها، غاية في التخلف.
نعم، إذا كان الجيل الأول من المهاحرين المغاربة قد اشتغلوا، أيام لم تكن نيران العنصرية قد اشتعلت بعد، في أعمال »شاقة« من أجل كسب قوتهم وقوت أسرهم فقط، فإن الأجيال التالية، والتي تتكون من أبناء وأحفاد أفراد الجيل الأول، تغلغلت في دواليب المجتمعات الأروبية بشكل مختلف، حتى صارت جزءا من النسيج المجتمعي هناك، فقد تلقت تعليما في مدارس دول الاستقبال وحصلوا على دبلومات سمحت لهم بالانخراط في مهن غير ما كان يشتغل فيه أفراد الجيل الأول، فأصبحوا مهندسين وتقنيين وخبراء وأساتذة ورجال أعمال، وأصبحت بعض النساء مساعدات اجتماعيات وسيدات أعمال.
هذا التحول جعل الكثير من هؤلاء المغاربة في الأصل، الأروبيين بحكم الولادة والتجنيس، ينظرون بعيدا، وقد وجدوا أنفسهم محكومين بالمحيط الذي يعيشون فيه وأصبحوا جزءا أساسيا من تكوينه وتركيبته، وهو أيضا صار مكونا من مكونات هويتهم لأنهم تشربوا إلى تقافتهم الأصلية، ثقافته وطريقة عيش أهله.
بعد النظر هذا، جعل بعضهم في قلب المشهد السياسي في الكثير من الدول الأروبية، بانخراطهم في الأحزاب وترشحهم للانتخابات البلدية والتشريعية على السواء، وقد يأتي الدور على الانتخابات الرئاسية مستقبلا، كما أن بعضهم مرشح لمناصب وزارية، كما نجد في بلجيكا وهولندا، وبعض آخر يشغل مناصب قيادية في الأحزاب التي ينتمون إليها، أو في المنظمات التابعة لها.
ومن المفارقات التي لا يمكن التغاضي عنها في هذا الشأن، أن هؤلاء المغاربة الذين يحتلون مقاعد في البرلمانات الأروبية الجهوية والوطنية والفيدرالية، قطعوا مساراتهم بالرغم من موجات العنصرية المتصاعدة، التي يقودها اليمين المتطرف، ولم تمنعهم الكثير من الأحداث والحوادث المؤسفة، من قبيل التمييز والتهميش والاعتداء والقتل أحيانا، من الإصرار على المضي في رسم مسارات ناجحة بكل المقاييس.
ولعل مظاهر العنصرية التي يتعرضون لها هي ما ساهم بشكل كبير في اختيار انتماءاتهم السياسية، حيث يمكن القول إن أغلب المغاربة المسيسين في البلدان التي هاجروا إليها، يجدون ذواتهم أكثر في أحزاب اليسار التي يتسم خطابها تجاه المهاجرين بنوع من الاعتدال، والتعاطف أحيانا، ونجد دليلا على ذلك في النقاش الذي دار، ولا يزال، في السنوات الأخيرة حول الهجرة والقوانين التي يسعى العديد من أقطاب اليمين لجعلها أكثر تشددا، كما هو الشأن في فرنسا وهولندا مثلا.
إن وجود مغاربة في المؤسسات المنتخبة في الدول الأروبية وفي بعض مناصب القرار، يقدم صورة على مدى الاندماج الذي وصل إليه المغاربة في دول الاستقبال، وعلى قدرتهم على فرض أنفسهم ككفاءات حقيقية مؤهلة لإثبات ذاتها في كل المجالات وفي كل الأمكنة
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
08.11.2006 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|