|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
الصحفي الفرنسي ألان مينارغ: اسرائيل دولة عنصرية . . .
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن جريدة القدس العربي اللندنية
اسرائيل دولة عنصرية وفكرة الجدار الفاصل قديمة جدا والتطهير العرقي من أولويات شارون الأنظمة العربية مهتمة بديمومتها في السلطة وحصولها علي الريع أكثر من همها علي شعوبها
باريس ـ القدس العربي ـ من شوقي أمين:
عشية استقالة ألان مينارغ الرجل الثاني في إذاعة فرنسا الدولية بسبب تصريحاته التي وصف فيها إسرائيل بالعنصرية علي إثر صدور كتابه جدار شارون ، التقته القدس العربي في مكتبه بالطابق السابع بمقر إذاعة فرنسا الدولية وأثارت معه جملة من القضايا التي تضمنها الكتاب وعن مشاكله مع الخارجية الفرنسية.
يتحدث مينارغ في كتابه عن صدمته لرؤيته جدار العار الاسرائيلي في الضفة، وعن الرموز المقيتة التي يدعو إليها والقائمة علي التمييز بين النقاء واللا نقاء.
ويتساءل مينارغ في كتابه عن أول غيتو في العالم ومن أنشأه. يقول مينارغ إنهم اليهود أنفسهم الذين انشأوه ليعيشوا بعيدا بمعزل عن الآخرين، أي عن العالم غير الطاهر .
وكان صحافيو إذاعة فرنسا الدولية، وكذا وزارة الخارجية الفرنسية، اعتبروا تصريحات مينارغ غير مقبولة ، لكن رد مينارغ كان سريعا قائلا إننا في إذاعة فرنسا الدولية لدينا مسؤول يتمثل في وزارة الخارجية، فعندما يصف الناطق باسم الخارجية كلامي بغير المقبول، أستخلص النتائج .
وتزامن الرد مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه لإسرائيل من أجل إعادة الدفء المفقود للعلاقات الفرنسية الإسرائيلية.
يعتبر ألان مينارغ (57 سنة) أحد المختصين المهمين في الشرق الأوسط حيث اشتغل مراسلا لإذاعة فرنسا من سنة 1980 إلي سنة 1997 متنقلا بين بيروت والأراضي المحتلة وإسرائيل.
قبل الولوج إلي عالم الكتاب جدار شارون الصادر عن دار نشر بريس دو لارونيسونس (مطبوعات النهضة)، نريد أن نعرف بعض الشيء عن تجربتكم الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط التي مكثتم بها طويلا، والوقوف عند أهم المحطات العصيبة في حياة المنطقة من صبرا وشاتيلا إلي جدار شارون؟
لقد مكثت في بيروت من عام 1980 إلي غاية 1997، وبالفعل كنت شاهدا علي كثير من الأحداث التي لم تهدأ لحد اليوم، واذكر أنني كنت من الصحافيين الأوائل الذين دخلوا مخيم صبرا بعد المذبحة وقد نشرت كتابا عن تفاصيل ذلك الحدث بعنوان أسرار الحرب اللبنانية ، وأشرت في هذا الكتاب إلي تورط إسرائيل في لبنان، وتكليف هذه الأخيرة لكتيبة تسمي سرية ماركال ، وهي كتيبة ذات مستوي عسكري عال مهمتها إبادة الكوادر الفلسطينية، إذ تمكن 30 من أعضائها الولوج إلي الأراضي اللبنانية، ثلاثة أيام بعد مقتل الرئيس اللبناني بشير جميل وكان عندهم قائمة لـ 120 شخصا من مهندسين وأطباء وحتي ممرضين لتصفيتهم جسديا، وهو نفس العمل التي تقوم به إسرائيل في الأراضي المحتلة اليوم، لكن هذه المرة تحت وقع صواريخ فتاكة مرسلة من الطائرات، وهو ما يعكس ضمنيا تشبث إسرائيل باستراتيجية الإبادة للكادر الفلسطيني، وكل التنظيمات التي تصفها بالإرهاب.
وأريد في هذا المقام أن أذكر بما قاله الجنرال ديغول في مؤتمر صحافي في تشرين الثاني/نوفمبر 1967، وهو يتحدث عن احتلال إسرائيل لقطاع غزة، ماذا قال؟
قال: إن هذا الاحتلال سيولد مقاومة، سيصفها الإسرائيليون بالإرهاب، وحينئذ لن يكون في الإمكان لإسرائيل دحرها والقضاء عليها .
انظر، مرت 37 سنة علي نبوءة الجنرال ديغول، وما تنبأ به وقع بالفعل.
وكأن التاريخ يعيد نفسه، فنفس السيناريو وقع مع فرنسا في حربها علي الجزائر ومع ديغول نفسه؟
دعني أقول لك شيئا، كل شعب محتل يجب أن يكون له ردة فعل، هذا أمر طبيعي، إنه منذ الأزل ومنذ أن كان العالم عالما، ما من أرض نحتلها ليست ملكنا فلا بد وأن تكون هناك ثورة.
وفلسطين تدخل في هذا الإطار، حب من حب وكره من كره.
قوبلت تصريحاتك عند صحافيي الإذاعة التي تدير شؤونها بالاستهجان والتذمر، ووصفوا كلامك بغير المقبول وبأنك تهدد مصداقية إذاعة فرنسا الدولية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط، بل إن وصفك إسرائيل بـ العنصرية يلزم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كل الإذاعة، فما تعليقك؟
سأكون صريحا معك، أنا قبل أن أكون مسؤولا فأنا صحافي له آراؤه وقناعاته ولا أخفي هاته القناعات بأي شكل من الأشكال، ثم إنني لا أتصور أنني أستطيع فرض آرائي علي الصحافيين، فمن الصعب جدا أن أفرض مواقفي وآرائي علي صحافيي إذاعة فرنسا الدولية، فهم متمسكون بحريتهم التي لن يقايضهم فيها أحد، إذن لا توجد أية مخاطرة من هذا الجانب.
دعني أذكرك ماذا قلت بالضبط، قلت إن القوانين السياسية في إسرائيل قوانين تمييزية، علما أن إسرائيل لا تملك أي دستور من شأنه تحديد معالم تسيير هذا البلد، فهناك قانون الجنسية مثلا، يمنح لسكان إسرائيل المواطنة الإسرائيلية، وهذه المواطنة موزعة علي خمس جنسيات أو ست، من مسيحية وإسلامية وكردية وغيرها، لكن هذه الجنسيات جميعها لا تتمتع بنفس الحقوق، إذن هناك تمييز من حيث المبدأ، إن القاموس الفرنسي يقول إن كل نظرية تتفوه بتفوق عرق عن آخر أو ديانة عن أخري هي من صميم التمييز العنصري ، وقلت إن إسرائيل من هذه الزاوية عنصرية.
ويبدو أن الصحافيين، تجاهلوا الجزء الأول من كلامي، وركزوا فقط علي الجملة الأخيرة، لكني أعيد وأكرر ما قلته ولن أتراجع عن ذلك.
ألم تفكر مثلا في أن يكون وراء استهجان الصحافيين لكلامك، قناعات ودوافع أخري غير مهنية؟
اسمعني جيدا، بعض الصحافيين بشكل عام، إما يفتقرون إلي الثقافة والأدوات التي تمكنهم من القيام بعملهم علي أكمل وجه، وهو أمر خطير في حد ذاته يجب أن يوجد له حل، وإما هم مناضلون وهذا لا يعنيني المرة، أنا صحافي ولست مناضلا في حزب سياسي، فلا شيء يصمد أمام الحقيقة.
نعود إلي موضوع كتابك جدار شارون ، تقول عنه إنه مشروع فرعوني ، وأن إسرائيل تواصل إنجازها له ضاربة عرض الحائط مقررات هيئة الأمم المتحدة القاضية بتوقيف بنائه، وهناك تفاصيل جغرافية تؤكد عليها كضم الأراضي الزراعية في الجهة الإسرائيلية، إلي جانب تفريق العائلات، الخ، وتحدث مقارنة تقنية وإنسانية مع جدار برلين الشهير، فهل من تفاصيل أكثر؟
نعم أقول إنه مشروع فرعوني، إذ يكلف المتر الواحد ثلاثة آلاف دولار، شيء ضخم جدا، وكان زميلي شارل أندار لان مراسل القناة الفرنسية العمومية فرا نس 2 قد قال معلقا علي تكلفة الجدار الباهضة، إنه بكل هاته الأموال بإمكاننا توفير فيلا علي شاطئ البحر لكل مستوطن.
والتصوير هنا جميل جدا، ودعني أتساءل معك، ماذا تعني الصهيونية؟ هو إنشاء دولة يهودية لليهود، وشارون يقول عن حرب 1948 التي حققت الأهداف الصهيونية، بأنها حرب لم تنته، وبأن الحصول علي أي متر جديد هو متر إضافي لإسرائيل. إذن الصهيونية كسياسة استعمارية تواصل طريقها الذي عهدناه فيها.
ولكن كيف تواصل طريقها؟ بداهة علي حساب السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض.
فبين الخط الأخضر والجدار، يوجد حوالي 250 ألف فلسطيني، وشارون قال إنه سيطردهم، ولا أدري كيف تعبرون عنه في اللغة العربية، لكن بالفرنسية يعني التطهير العرقي ، يجب أن لا نخاف من الكلمات، فإسرائيل بلد كالآخرين ومن واجبنا نقده ككل البلدان سواء أعجب إسرائيل ذلك أم لم يعجبها.
من زاوية أخري، تقول إن فكرة إقامة الجدار فكرة قديمة.. هل يمكن أن تحدثنا عن أصولها، وكيف وصلت حيز التنفيذ في عهد شارون؟
في الحقيقة أن فكرة الجدار أصلا تحيل إلي عزل وفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين، وفكرة العزل موجودة في صلب الديانة اليهودية، ويمكن أن نقرأ في التوراة أسفارا تتحدث عن تفاصيل فكرة النقاء وتوضيح ماهو نقي وما هو ليس كذلك، وفكرة النقاء مركزية في الديانة اليهودية فهي تشترط النقاء كصفة مطلقة تمكنهم من أداء الصلاة، وسياسيا فإننا نعزل غير اليهود غوي أي غير الطاهرين من الأجناس الأخري والعرب الفلسطينيين ليسوا يهودا فهم غير نقيين.
ووجدت الفكرة لها صدي عمليا في بادئ الأمر عند حزب العمال أي اليسار الإسرائيلي بشكل عام، كما يجب أن نقر بأن الجدار هو تعبير صارخ عن فشل الجيش الإسرائيلي عسكريا في احتواء المقاومة الفلسطينية أ وما يسمونه إرهابا.
فاليسار الإسرائيلي بدأ في واقع الأمر بناء الجدار حول الخط الأخضر، أي علي طريق غزة خط الربط وقد أحاطته بالأسلاك وقتها، ولم يقل أحد شيئا.
تتحدث في كتابك أيضا عن قانون 1950 القاضي بعودة الإسرائيليين إلي الأرض المقدسة، وتسميه قانون ملكية الغائبين، ما فحوي هذا القانون؟
إن قانــون 1950 يسمح لليهود من كل بقاع الدنيا الإقامة في دولة إسرائيل ولكن لا يحق للجنسيات الأخري الإقامة فيها، وسيسمونها قانون ملكية الغائب الذي يعود في الواقع إلي العهد العثماني، فالعثمانيون يعتبرون الأرض ملكية للجميع وليس للإفراد، فكل فرد لا يخدم أرضه خلال ثلاث سنوات يجرد منها بكل بساطة.
وفي إسرائيل 98 بالمئة من الأراضي ملك للدولة الإسرائيلية، والاسرائليون ماهم إلا أجراء لديها، والمفارقة العجيبة أنهم يطبقون نفس القانون علي أراض ليست ملكا لهم أي أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، وهم لا يملكون الحق في فعل ذلك.
وعلي عكس المرحلة العثمانية، كل الفلسطينيين يعتبرون ملاكا لأراضيهم، وكل المحاكم والعهود والعقود تثبت ذلك.
علي أية حال فإن الفلسطينيين جردوا من ممتلكاتهم وهذا واضح، بالمقابل نجد الدولة العبرية تسعي دائما لمطالبة الدول الأوروبية باسترجاع أو تعويض الممتلكات اليهودية التي انتزعت منهم في الحقبة النازية، وأجد ذلك حقا مشروعا، ولكن يجب أن يفعلوا نفس الشيء مع الفلسطينيين.
خصصت فصلا مهما عن الجانب الديموغرافي في عملية الفصل هذه، فما هي تداعيات التوزيع الديموغرافي علي مستقبل المنطقة علي هذا الطرف أو ذاك؟
كما قلت لك منذ قليل الصهيونية أرادت إنشاء دولة لليهود وفقط اليهود، وهذه الدولة لم تنشأ في صحراء قاحلة إنما علي أرض مسكونة، وعمليا الفلسطينيون الذين عمروا هذه الأرض أكثر عددا من اليهود، وهناك من يقول إن إسرائيل خسرت حرب المهد ، إحالة إلي قلة الإنجاب لديها.
وتقول الإحصائيات الرسمية أنه من هنا إلي غاية 2015 سيفوق الفلسطينيون الإسرائيليين في العدد بكثير، ومن ثم لن يكون هناك توازن في السكان بالمرة.
وهذا له انعكاسات بالضرورة علي مستقبل وأمن المنطقة، وهناك خياران لا ثالث لهما فإما أن تهتدي إسرائيل إلي الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، وإما تتابع نهجها في التطهير الإثني.
بالجملة أقول إن الجدار قام علي فكرة التطهير، بل سيتحول إلي سجن كبير علي سماء مفتوحة، وأذكر هنا ما قاله لي أحد الفلسطينيين، أنه عندما ينتهون من بناء الجدار ما عليهم إلا أن يضعوا شباكا من فوق حتي لا نطير، وهو بالفعل قفص كبير.
وهذا ما حدث في جنوب إفريقيا، إننا بشكل أو بآخر نعيد صياغة نظام بريتوريا العنصري.
أنت تشبّه إذن النظام الذي تنتهجه الدولة العبرية بنظام بريتوريا العنصري الذي ساد طويلا في جنوب إفريقيا؟
نعم إنه نفس الشيء يحدث اليوم في الاراضي المحتلة، وقل لي لماذا تتفاهم إسرائيل مع الولايات المتحدة اليوم؟، بل هناك إلي حد ما تواطؤ وشراكة، ببساطة فإن الولايات المتحدة في غزوها للغرب، وضعت السكان الأصليين الهنود الحمر في غيتوهات وكذلك تفعل إسرائيل في غزوها للشرق في تعاملها مع الفلسطينيين.
وإلي أي حد يمكن الحديث عن مسؤولية الولايات المتحدة فيما يحدث في فلسطين اليوم؟
ما عليك إلا أن تري الأعضاء المكونين للحلقة المقربة من محيط الرئيس جورج بوش، فشخص مثل بول موسكوفيتش عمل مستشارا لشارون، فهو ليكودي أكثر من الليكود نفسه، وهو فوق ذلك يتحدث العبرية جيدا، وأتساءل فيما إذا لم تكن الحرب علي العراق مخططا لها منذ زمن بعيد عن طريق أشخاص مثل موسكوفيتش؟
فهل يمكن أن نخمن مثلا أن الحرب علي العراق جاءت لتنسينا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
ربما ليس لحد هذا من التصور، لكن من البداهة بمكان، إسرائيل اعتبرت دائما وجود بلد كالعراق في المنطقة خطرا كبيرا عليها، والقضاء علي القوة العراقية كان ضمن أولوياتها، وحتي لا تقوم بذلك بنفسها استنجدت بالولايات المتحدة للعب هذا الدور.
هل يمكن اعتبار سياسة شارون الحالية انتحارية مثلما يصفها البعض؟
أستطيع القول أن ما يقوم به شارون اليوم يؤذي بلاده أكثر ما يحسن إليها، فصحيح أن الفلسطينيين يعانون اليوم، لكن الإسرائيليين محتمل أن تكون معاناتهم كبيرة غدا.
كيف تقيم مواقف الدول العربية تجاه الأزمة الفلسطينية؟
الدول العربية جميعها لا يمكنها أن يكون لها رد فعل موحد وإيجابي إزاء القضية الفلسطينية فتورطها مع الولايات المتحدة فيما يخص تسيير رساميلها البترولية وغير البترولية كبير جدا، ثم إن الأنظمة العربية مهتمة أكثر بديمومتها في السلطة وحصولها علي الريع أكثر من همها علي شعوبها أو بالقضية الفلسطينية.
وعلي عكس الأنظمة، الشعوب العربية لها مراكز اهتمام أخري، وما أسميه الشارع العربي ، أي المواطن العربي أكثر وعيا بقضاياه من الأنظمة ذاتها ولا أدري إلي أي حد يمكن أن تتفادي الأنظمة العربية شعوبها، وتربح سلمهم؟
وفي الأخير فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية، هل يمكن أن تغير ورقة كيري شيئا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
لن يغير كيري أي شيء في المعادلة، الشعب الأمريكي شعب جاهل، فهم لا يعرفون حدود لبنان مع إسرائيل أو الأردن، والنتائج الوخيمة التي جنتها الولايات المتحدة في غزوها علي العراق تدل بما لا فيه مجال للشك علي جهل مطلق بالعالم العربي، إذن كيري أو بوش في رأيي وجهان لعملة واحدة.
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
20.10.2004 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|