|
|
|
Archivio - أرشيف |
|
|
المغرب / التطور الديموغرافى السبيل للتحول نحو الديمقراطية
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن أنسامد
ان التطور الديموغرافى الذى بدأ في المغرب فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى يمثل مركز عملية التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالبلاد، ويسمح للخبراء بالتنبؤ بوجود سلسة من الفرص للتطور الديمقراطى الفريد فى العالم العربى على مدار العشرين عاما القادمة.
عبرت عن هذا الاعتقاد دراسة اوصت باعدادها وزارة الداخلية المغربية ونشرتها صحيفة /لو جورنال/ المغربية اليومية فى عددها الصادر اليوم /الجمعة/. جاءت الدراسة بعنوان "الثورة الثقافية فى المغرب: احساس التقليد الديموغرافى" وأعدها الديموغرافى المغربى يوسف كرباجى والخبير السياسى الفرنسى ايمانويل تود الذى كان قد تنبأ فى منتصف السبيعينات من القرن الماضى بانهيار النظام السوفيتى. وفي دراستهما قدم العالمان مفتاحا لقراءة اصلية للتطور الذى شهدته المغرب تلك الدولة الواقعة فى شمال افريقيا.
كانت اكثر البيانات اهمية التى قدمها المؤلفان تتعلق باتجاه معدل الخصوبة فى البلاد الذى انخفض من 5ر5 الى 5ر2 طفل لكل امراة فى الفترة ما بين عامى 1982و 2004. واشارت الدراسة الى ان نفس الاتجاه كان قد تم تسجيله فى فرنسا فى الفترة ما بين 1760 و1910 وفى روسيا ما بين عامى 1928 و1958. واوضحت الدراسة ان وجود اطفال اقل لكل اسرة كان رد فعل تلقائى من المجتمع المغربى للازمة الاقتصادية التى مرت بها البلاد فى السبعينيات من القرن الماضى وذلك بالاضافة الى اسباب اخرى.
وتم استخدام المصاعب الاقتصادية كذريعة لكسر المحظورات التى كانت مفروضة على عمل المرأة خاصة بعد ان شهدت العشرين عاما الاخيرة ظهور طبقة جديدة من العاملات المتعلمات اللاتى تعشن فى مراكز حضرية لم تكن موجودة فى الماضى.
والقى تود وكورباجى الضوء على ما يتمتع المجتمع المغربى من خصوصية ترجع الى التكوين العرقى والثقافى للشعب المغربى. وهناك رقمان يظهران مثل هذه الخصوصية الاول الزواج داخل العائلة الذى تنخفض معدلاته فى المغرب بشكل كبير مقارنة بباقى الدول العربية فهو اقل من 20% فى حين انه يتجاوز 35% فى تونس . ويعود ذلك الى تاثير ونفوذ نموذج العائلة البربرية التى تقاوم عملية التعريب بالبلاد ويعيش اغلبها فى المناطق الريفية. اما الرقم الثانى فيتعلق بتعدد اللغات فالمغرب يعانى 55% من سكانه من الامية (وفقا لبيانات عام 2004) كما ان حوالى 70% من المتعلمين يعرفون اكثر من لغة بشكل ما فهم يتحدثون العربية العامية والفصحى والامازيغية (لغة البربر) والاسبانية او الفرنسية. وبخلاف الدول العربية الاخرى، فان عدد المغاربة الذين يتحدثون لغة ثانية تضاعف بواقع عشر اضعاف منذ استقلال البلاد عن الاحتلال الفرنسى.
كما تتمتع المغرب بخصوصية اخرى تتمثل فى تأثير الهجرة على الثقافة الوطنية خاصة على المستوى الريفى. فهناك شخص من بين كل احد عشر مغربيا يعيش فى الخارج كما ان 9% فقط من المهاجرين يعيشون فى دول عربية فى حين يعيش 85% فى اوروبا. واظهر المهاجرون الذين يأتى معظمهم من مناطق ريفية قدرتهم على القيام بوظيفة حاملين للواء التغيير الاجتماعى والاقتصادى فى مجتمعاتهم الاصلية الذين يبقون على اتصال قوى بها.
وحذرت الدراسة زعماء المغرب من الثورة الصامتة التى قام بها اشخاص فى مسعى للاستجابة لغياب التخطيط من الدولة التى يمكنها حاليا الاستفادة من من هذه الموجة الديموغرافية الجديدة لدعم التحرك باتجاه الديمقراطية.
ومع ذلك فان العقد القادم يخفى مخاطر خروج هذه الدائرة اللزجة من الاصلاحات عن السيطرة بفعل الزخم الذى تقدمه عملية الدمقرطة والتحديث الاقتصادى. ويتعين على المغرب وملكها محمد السادس بشكل خاص ان تراقب بحذر شديد للغاية التطورات لخاصة بهذه العملية الفريدة من نوعها فى العالمين العربى والاسلامى.
|
نُشر هذا الخبر بتاريخ: |
10.04.2007 |
:Notizia pubblicata in data |
|
:: الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2006 © عرب.إت |
|
|
|
|
|
|
| Copyright © A R C O SERVICE 1996-2006. All rights reserved. Tutti i diritti riservati.
E-mail: info@arab.it Tel: + 39 010 5702411 / Fax: + 39 010 8682350
|
|
|