|
include("/home/mhd-15/www.arab.it/htdocs/dinamico/news/news_ticker.php");
?>
|
|
Archivio
- أرشيف |
|
|
إصدار بالعربي عن دانتي ملهم الرواية السوداء
|
|
«إيطاليا- جنوة: «عرب.إت
|
عن
جريدة «العرب اليوم»
صدر أخيرا عمل ضخم حمل دانتي الى القراء العرب شاعرا وثائرا وطالب عدالة
وواحدا من رافدي الحداثة. وتحدثت المقدمة القيمة لكتاب دانتي الغييري. الكوميديا
الالهية عن تأثير دانتي الواسع خاصة من خلال الجحيم في قراء القرون الاخيرة
وفي الرواية السوداء والبوليسية.
العمل الكبير الذي جاء في 1035 صفحة
من القطع المتوسط ترجمه الاديب كاظم جهاد المقيم في فرنسا وكتب عنه دراسة في صورة
مقدمة وأعد حواشيه العديدة. وصدر الكتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ضمن
سلسلة روائع الادب العالمي التي تصدرها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم
والثقافة يونسكو. وحمل الغلاف الصقيل لوحة هي رسم اعده فنان مجهول ووجد في احدى
مخطوطات الكوميديا الالهية التي يرجع تاريخها الى القرن الخامس عشر وتصور دانتي
امام الارواح المحولة اشجارا. في المقدمة حديث عن اجزاء الكوميديا الالهية
الثلاثة اي الجحيم والمطهر والفردوس. وقال كاظم جهاد فيها ان الجحيم يظل هو النشيد
الاشهر والاكثر اثرا بين الاناشيد الثلاثة... ولعل انفراد الجحيم بالتأثير الواسع
الذي عرفه هذا الجزء ات من طبيعة حاجات قارىء القرون الاخيرة والاتجاه المأساوي
الذي اتجهته كتابة الحداثة وما قبل الحداثة. وهكذا بقي تأثير الجحيم ملحوظا على
ولادة ما يدعى بالرواية السوداء روايات الرعب والروايات البوليسية وعلى موهبة
لوتريامون ونرفال وكافكا وجويس واخرين عديدين. وفي رأي جهاد ان عمله هذا من
شأنه في اعتقادنا ان ينعش التجارب الشعريةالعربية الجديدة شريطة ان يفطن القارىء
لتعددية عناصره والا يثبط عزمه من هذا التراوح الدائم المقيم في صلب طبيعته كعمل
ملحمي بين السرد البسيط والهدير الشعري والحوار المأسوي والحجاج الفكري والاستنطاق
الفلسفي والتناول التاريخي.
ويوصف دانتي عادة بأنه أحد الذين أسهموا في جعل احدى اللهجات التي عرفت
في أيامه وكتب هو بها تتحول الى اللغة الايطالية الحالية وتنتصر على اللاتينية التي
كانت سائدة. وقال جهاد ان عمل دانتي الشعري الاساسي الكوميديا الالهية ما برح
يستنطق الحداثة الشعرية العالمية ويثير في مختلف اللغات الترجمة تلو الاخرى وان
الاديب المصري الراحل الدكتور حسن عثمان كان قد وضع قبل نصف قرن لكل من الجزءين او
النشيدين الاولين الجحيم والمطهر ترجمة عربية مرموقة وجديرة بالاجلال علما ان ورثته
قد نشروا كما اخبرني بعض الادباء ترجمته للفردوس قبل فترة ... لكن اعتور لغته
كمترجم بعض العتق. وهي تمتاز خصوصا بنثريتها اذ جمع المترجم المقطعات او السترونات
الثلاثية التي تتوالى في كل انشودة ..جمعها في سطر طويل واحد محولا ابيات دانتي
المعروفة بتسارعها وتكافلها الفعال والمتوتر في ان معا..الى ما يشبه متواليات
سردية. ويضيف في الترجمة التالية للعمل باناشيده الثلاثة حاولت الافادة
من تطور الترجمة والقصيدة العربيتين وتقريب الملحمة من اطارها الشعري الاصلي.
وقال انه الى جانب النص الاصلي الذي بقي يشكل مرجعي الاساس من ناحية الايقاع
وملاذي الاخير قابل بين ترجمات فرنسية عديدة خاصة ترجمة الشاعرة والاستاذة في جامعة
روما جاكلين ريسيه التي اعربت عن وفاء لنص دانتي في نظام تركيبته الشعرية وطبيعته
التشكيلية الايقاعية والدلالية دون ان تسقط في الترجمة الحرفية. ويصف شعر دانتي
بانه يقوم على الانخطاف والجذل والاشراق وان ابن فلورنسا هذا ما برح يسبقنا
ويتقدمنا بهذا الشعر. اما دانتي نفسه فكتب يقول ان عمله قابل لقراءات متعددة
حرفية ورمزية .. شعرية ولاهوتية وامثولية اليغورية والقراءة الشعرية الفلسفية هي
السائدة طبعا. وكتب الشاعر الايطالي انغاريتي في دانتي العادل ان عمل دانتي هذا هو
تعبير شاعر عن اعتقاده القوي في ان هناك عدالة معينة تظل تفرض نفسها وان التسامي
والخلاص لا يبدو ممكنا دون ان يتلقى كل امرىء جزاء فعله ثوابا كان ام عقابا.
والعمل يصور مسيرة انسان يعلم انه لن يدرك الخلاص ما لم يحقق هذا النزول الى
اسفل درك في المعاناة الكلية في هاوية الذات والبشرية التي يتصاعد فيها انين
المعذبين وصراخ الخاطئين. ويضيف جهاد ان بعض الشراح خاصة الكنسيي النهج حاولوا
ان يربطوا عمل دانتي بتصور مسيحي معين للعدالة لكنهم مخطئون لان هناك دلالات تشير
الى غير ذلك فدانتي مثلا اختار دليله في رحلة الجحيم الشاعر اللاتيني فرجيليو الذي
توفي في الوثنية. ولد دانتي في فلورنسا سنة 1265 وتوفي في رافينا في 1321 وكان
شاعرا وسياسيا مخضرما وقد حكم عليه بالاعدام بعد انهزام حزبه فراح حتى وفاته يتنقل
بين مدن عديدة وفي سنوات التشريد اكمل اناشيد عمله الثلاثة. وقد رفض العفو الذي عرض
عليه اذ كان مشروطا بان يتقدم بالتماس للعفو او طلب المغفرة. وتوفي دانتي بعد
اصابته بحمى اثر عبوره احد المستنقعات في رحلة التشرد.
نُشر
هذا الخبر بتاريخ: |
2002.12.07 |
:Notizia
pubblicata in data |
|
::
الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع :: |
2002 © عرب.إت
|
|
|
|
|
|
|
|
|