المغرب: الملك يعين ادريس جطو وزيرا أولا و الاتحاد الاشتراكي يتحفض

عن جريدة «القدس العربي»

الرباط ـ القدس العربي :
اعرب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن تحفظه ازاء تعيين لوزير الداخلية ادريس جطو وزيرا اولا.
وقال بيان اصدره المكتب السياسي امس الخميس بالرباط ان المرحلة التي يعيشها المغرب تقتضي مراعاة نتائج الاقتراع الشعبي والمنهجية الديمقراطية المترتبة عنها .
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد استقبل اول امس في مراكش وزير الداخلية ادريس جطو وعينه وزيرا اولا خلفا لعبد الرحمن اليوسفي الأمين الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي تصدر الاحزاب في انتخابات السابع والعشرين من ايلول (سبتمبر) الماضي.
وقال البيان الذي تلقت القدس العربي نسخة منه ان المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، وهو يستشعر دقة المرحلة، يعتبر ان التقدم الديمقراطي الذي حققه المغرب يقتضي مراعاة نتائج الاقتراع الشعبي والمنهجية الديمقراطية المترتبة عنها وانه لا شيء يبرر الابتعاد عن هذه المنهجية .
ويطالب الاتحاد الاشتراكي بتكليفه بتشكيل الحكومة بحكم حصوله علي المرتبة الاولي في مجلس النواب. الا ان الملك محمد السادس استند الي الفصل الرابع والعشرين من الدستور الذي لم يحدد الانتماء السياسي للشخصية التي يعينها وزيرا اولا.
ولوحظ ان بيان المكتب السياسي الذي اشاد بحصيلة عمل الحكومة التي قادها زعيمه من 1998 الي 2002 لم يذكر اسم ادريس جطو في البيان، واكتفي بالاشارة الي تعيين الملك لوزير اول بقصد تشكيل الحكومة .
وقال البيان ان اهمية الانجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لحكومة اليوسفي تأكدت من خلال مساندتها الواسعة من طرف الشعب المغربي الذي منح ثقته للاغلبية التي قادت حكومة التناوب . وقال البيان ان المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي قرر مواصلة المشاورات السياسية مع الصف الديمقراطي خدمة لما تحتمه الصلحة العليا للبلاد كما سيدعو اجهزة الحزب للتداول في مستجدات الحياة السياسية واتخاذ ما تراه مناسبا من قرارات بشأنها .
وتشير اوساط مقربة من قيادة الاتحاد الاشتراكي ان صيغة بيان المكتب السياسي للحزب تحمل في طياتها النزوع نحو المعارضة خلال المرحلة القادمة.
في غضون ذلك، تباينت تصريحات قادة الاحزاب السياسية من تعيين جطو، وفضل العديد منهم الانتظار لانتهاء الاجتماعات التي تعقدها هيئاتها والقيادية للاعلان عن هذا الموقف.
وقال سعد العلمي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ان اجتماعا للهيئة عقد مساء امس الخميس لتحديد الموقف. وقال العلمي لـ القدس العربي انه لا يستطيع اعطاء مؤشرات لموقف الحزب الذي سيتخذ لما فيه مصلحة البلاد. وقال ان هذا ينطبق علي مسألة المشاركة في الحكومة ، فيما قال سعد الدين العثماني نائب الامين العام لحزب العدالة والتنمية الاصولي المعتدل ان اختيار وزير اول تقني وغير ملتزم حزبيا كان امرا واردا وان كان ملزما بتشكيل حكومة من الكتلة النيابية التي حازت علي ثقة شعبية منحت لها في الانتخابات. وقال العثماني لـ القدس العربي ان خبرات جطو في مجال ادارة الاعمال وحاجة البلاد لتدبير ازمتها الاقتصادية والاجتماعية ونجاحه في تنظيم الانتخابات من خلال حوار هادئ وناجح مع مختلف الاطراف وعلاقاته مع اوساط رجال الاعمال والمستثمرين داخل المغرب وخارجه، كل ذلك جعله مؤهلا لهذه المهمة.
واستبعد العثماني ان يكون تعيين جطو تراجعا عن ترسيخ مؤسسة الوزير الاول وتقويتها. وقال ما يتمتع به جطو من مؤهلات تمنحه قدرة علي اتخاذ قرارات قوية وتوسع صلاحيات المؤسسة مضيفا ان صلاحيات واختصاصات المؤسسات الدستورية ستكون من الورشات الكبري التي سيفتحها حزب العدالة والتنمية في المرحلة المقبلة .
وحول مشاركة حزبه في حكومة جطو ان المجلس الوطني للحزب سيعقد دورة استثنائية نهاية الاسبوع القادم لتقرير المشاركة او عدمها علي ضوء ما سيقدم له من عروض، واكد ان المشاركة واردة لكنها مرتبطة بما يقدمه جطو اثناء مشاوراته.
وقبل ذلك اعتبر مصدر مسؤول في حزب العدالة والتنمية تعيين جطو تراجعا في ميدان الديمقراطية وما تحقق فيها .
وقال نبيل بن عبد الله عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي سابقا) ان حزبه لا يمكن ان يشارك في حكومة لا ترتكز علي اغلبية من قوي مشبعة بقيم الديمقراطية والتقدم من اجل مواصلة مسلسل الاصلاح والبناء الذي دشنته حكومة التناوب في اشارة الي احزاب اليسار الديمقراطي. واكد انه لن تكون هناك مشاركة لحزبه بدون اطراف اليسار.
وقال بن عبد الله ان تعيين جطو شكل للبعض مفاجأة لانه كان من المتوقع تعيين وزير اول من صفوف الحزب الذي حصل علي اكبر عدد من المقاعد في الانتخابات. وقال ان جطو لعب دورا هاما في التسعينات في المصادقة علي مجموعة من النصوص التي اعطت دفعة للاصلاح الاقتصادي وفتح المجال لاصلاحات هيكلية، كما سجل له نجاحه في تنظيم اول انتخابات نزيهة في المغرب وعلاقاته المتينة مع الاحزاب والفاعلين الاقتصاديين. كما رحبت احزاب اليمين الليبرالي بتكليف جطو.

ارسل هذا الخبر

Invia quest'articolo

نُشر هذا الخبر بتاريخ:

2002.10.11

:Notizia pubblicata in data