استياء في الرباط لمشاركة مسؤولين مغاربة اسبانيا بعيدها الوطني

عن جريدة «القدس العربي»

استياء في الرباط لمشاركة مسؤولين مغاربة اسبانيا بعيدها الوطني واستيلائها علي سبتة ومليلية

مدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي:

شارك ممثلون لأجهزة أمنية وعسكرية مغربية في احتفالات اسبانية ذات طابع عسكري ووطني محض في مدينة سبتة التي تحتلها اسبانيا الواقعة شمال المغرب واخر بالعاصمة مدريد، مما ترك استياء في صفوف مغاربة المدينة وكذلك في صفوف الجالية المغربية في اسبانيا. وتزامن هذا الحادث مع قيام السلطات الاسبانية بحملة في المنتديات الدولية للدفاع عن تمسكها بسبتة ومليلية.
وذُكر ان مدير الدرك الملكي باقليم تطوان، شمال المغرب، والمدير الجهوي للجمارك بالاقليم نفسه شاركا جهاز الحرس المدني الاسباني هذه الاحتفالات. وجرت المراسيم الجمعة الماضية في الحدائق العسكرية لإبيكا في مدينة سبتة المحتلة ضمن حفل مسيحي وعسكري يسمي باترونا ديل بيلار، وهو مخصص لما يعتقد انه الحامية والمدافعة القديسة للحرس المدني.
كما حضر الملحق العسكري في السفارة المغربية بمدريد الاستعراض العسكري الذي أقيم في شوارع العاصمة بمناسبة العيد الوطني الاسباني. وحضر العرض كبار المسؤولين الاسبان يتقدمهم الملك خوان كارلوس ورئيس الحكومة خوسي ماريا أثنار ووزير الدفاع فيدريكو تريليو.
وشارك في الاستعراض فرقتا العمليات الخاصة التابعة للجيش الاسباني اللتين شاركتا في الانزال العسكري بجزيرة تورة/ليلي يوم 17 تموز (يوليو) الماضي وأسرت الجنود المغاربة الستة الذين كانوا بها.
وأعرب مغاربة يقيمون باسبانيا عن استيائهم لحضور المحلق العسكري المغربي الاستعراض العسكري الذي شاركت فيه قوات غازية لجزيرة تورة/ليلي المغربية، وبينما لا تتردد المؤسسة العسكرية الاسبانية في وصف المغرب بـ العدو الرئيسي وتشن الجرائد الموالية لها حملة علي الرباط لتبرير عمليات التسلح الضخمة.
واعتبرت أغلبية الصحف الاستعراض العسكري الذي عرضت خلاله أحدث أنواع الأسلحة التي تزود بها الجيش الاسباني بأنه استعراض للعضلات أمام المغرب . وكان عنوان جريدة لاراثون الأحد الماضي: الجيش الاسباني يكشر أنيابه للمغرب .
لكن الدهشة الممتزجة بالأسف هي التي سيطرت علي مغاربة سبتة المحتلة وهم يرون بأم أعينهم ممثلين لأجهزة رسمية لبلادهم يحضرون مراسيم عسكرية استفزازية في مدينة محتلة.
وفي تصريحات لـ القدس العربي ، ندد بعض السكان المغاربة بالمدينة المحتلة بالحضور المغربي الرسمي للاحتفال، وهو الاحتفال الذي تلي فيه رسميون اسبان خطابات تقدم الشكر للمجهودات التي يقدمها الحرس المدني للاستمرار في مدينة سبتة.
وقال منسق لجنة تحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة بمدينة تطوان القريبة من سبتة لـ القدس العربي ، المحامي الحاجي الحبيب ان حضور مدير الدرك الملكي والمدير الجهوي للجمارك لحفل مؤسسة عسكرية استعمارية مثل الحرس المدني يعتبر فضيحة وطنية بكل المقاييس، وعلي الدولة المغربية ان تقدم توضيحات للجهات التي سمحت بالمس بشرف المغرب في حضور مثل هذا . واضاف من جهتنا سوف لن نسكت عن هذا العمل الذي يمكن ان نصنفه بجريمة في حق الوطنية .
وتزامن حضور الشخصيات المغربية الرسمية لكل من العرض العسكري واحتفالات الحرس المدني مع الاحتفالات التي أحيتها السلطات الاسبانية في مدريد الأسبوع الماضي بمناسبة مرور 505 سنة علي تواجدها في مدينة مليلية، علاوة علي الحملة التي تقودها في المنتديات الدولية للتمسك بسبتة ومليلية في وجه المطالب المغربية.
وتمر العلاقات المغربية الاسبانية بتوتر شديد منذ سنة ونصف نتيجة الاختلافات الحاصلة في مجالات متعددة أبرزها الصيد البحري والتنقيب عن البترول في المياه الأطلسية الواقعة بين جزر الخالدات والجنوب المغربي وسبتة ومليلية والصحراء الغربية. وكادت الأمور ان تصل الي مواجهة عسكرية بشأن جزيرة ليلي في شهر (يوليو) الماضي.
ويري المراقبون ان برقية التهنئة التي بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الي نظيره الاسباني خوان كارلوس بمناسبة العيد الوطني قد تشكل بدايةانفراج في العلاقات الثنائية.

ارسل هذا الخبر

Invia quest'articolo

نُشر هذا الخبر بتاريخ:

2002.10.15

:Notizia pubblicata in data